الزبيدي يرسم ملامح الجنوب الجديد: من منطق الثورة إلى مشروع الدولة
الموجز-خاص-كتبه: محمد عبدالله بامصلح
في خطابٍ اعتُبر من أكثر خطاباته نضجًا ووضوحًا، قدّم الرئيس عيدروس الزبيدي رؤية شاملة لمستقبل الجنوب، مؤكّدًا أن المرحلة القادمة ليست مرحلة صراع أو تصفية حسابات، بل مرحلة بناء دولة فيدرالية عادلة تحتضن الجميع وتستوعب التنوع السياسي والمجتمعي.
الزبيدي شدّد على أن الجنوب ليس كيانًا مغلقًا أو مشروعًا انفصاليًا ضيّق الأفق، بل إطار وطني مفتوح يقوم على الشراكة والاختيار الطوعي. وكشف أن مناطق من تعز ومأرب أبدت رغبتها في الالتحاق بالجنوب، في دلالة على أن المشروع الجنوبي بات يُنظر إليه كفرصة لإعادة صياغة العلاقة بين أبناء اليمن على قاعدة العدالة والسيادة المتبادلة.
ويرى محللون أن هذا الخطاب يمثل منعطفًا سياسيًا مهمًا في مسار المجلس الانتقالي الجنوبي؛ إذ تحوّل من لغة الثورة والمواجهة إلى لغة الدولة والمؤسسات، ومن خطاب الانفعال إلى خطاب التأسيس والبناء. كما يعكس هذا التحوّل رغبة في إرساء مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ضمن رؤية متوازنة تراعي الهوية الجنوبية وتؤمن بالوحدة الطوعية لا القسرية.
بهذا الطرح الجديد، يظهر الزبيدي كقائد يسعى إلى ترسيخ الجنوب كمشروع استقرار وتنمية، لا كمصدر توتر أو انقسام، مقدّمًا نموذجًا لدولة حديثة تقوم على الشراكة والإنصاف.
إنها خطوة تُعيد تعريف الجنوب كمفهوم سياسي جامع، ومشروع وطن يسع الجميع لا ساحة صراع أو تصفية، ما يمنح خطابه بُعدًا وطنيًا يتجاوز الجغرافيا نحو مشروع دولة مؤسسات تستند إلى العدالة والمواطنة المتساوية.
دروس اتفاق السلام بين ترامب وغزةترامب نهج بايدن ووضع أمن إسرائيل في المقام الأول
افتتاحية وول ستريت جورنال – ترجمة وتصرف الموجز من اللافت للنظر أن حماس تتخلى عن أفضل…



