طوفان الأقصى ،، إرادة المقاومة والتحرر
رائد صالح النينو
منذ عام كامل على شرارة (( طوفان الأقصى )) من غزة في 7 أكتوبر 2023م ، تشهد الأراضي المحتلة ، أهم الردود الثورية التي أطلقها الشعب الفلسطيني على واقع الاحتلال الصهيوني وعلى التراجع الذي ينخر الكيان العربي ، كما يشكل – بحق – حركة أنعطاف نوعي في التجربة الوطنية الفلسطينية والعربية الحديثة وفعل تحرير لها مما أعتراها من أسباب التهافت والأنتكاس والتراجع .
لقد وضع((طوفان الأقصى)) حدا قاطعا لنمط العمل الوطني والعرب أمتهن الكلام والخطابة والحديث الأستراتيجي بديلا عن الفعل الثوري الصادق والصامت والمؤثر ، وكرس ، في مقابل ذلك ، عودة البندقية والكفاح المسلح ، الى الساحة بعد فترة من التغييب لصالح العمل السياسي والدبلوماسي ، وثبت فشلهما الذريع في ظل البلطجة الصهيونية والهيمنة الأمريكية ودول الاستعمار القديم والامبريالية المتوحشة ، لتعود البندقية كأسلوب وحيد لتحرير الأرض ، والكفاح المسلح كطريق للنصر واستعادة الحقوق ، وتستنهض إرادة المقاومة بعد ان ظن الكثيرين انه تم قتلها في الشعب الفلسطيني المقاوم والشعوب العربية ..
لقد تفجر ((طوفان الأقصى)) في وجه مشروع الشرق الأوسط الجديد والنظام العالمي الجديد ، وسايكس بيكو جديد ، وكل مايحاك في الخفاء على الامه العربيه، ، كما تفجر في وجه المنبطحين والمهرولين نحو التطبيع ، ناسفا كل اتفاقيات الخيانة والمهادنه من كامب ديفيد الى أوسلو ووادي عربه مرورا بمؤتمر مدريد .. رافعا شعار البندقية والكفاح المسلح هما اولى و أهم الأدوات لتحرير الأرض والإنسان ..
((طوفان الأقصى)) رسم خطا فاصلا بين حالة الرتابة ، اللا حرب واللا سلم ، ليفتح زمنا جديد الملامح والمعادلات ، في ظل نظام الرتابة الذي خيم على الفضاء العربي لعقود من الزمن .. والذي وصفه الكاتب والباحث المغربي عبدالإله بلقزيز ، في مقال له عام 1988م حيث قال : (( تاريخ هزائم تنهمر كالسيل الجارف لتأكل المعنى بعد أن أكلت المبنى ، ولتقضم الحالة المعنوية بعد أن قضمت الأرض ، تاريخ أستفرد العدو – في امتداده – بالشعب الفلسطيني وأرضه ، وصاغ – فيه – نازيته كما أراد أن يراها أو أن يرى نفسه فيها وهو صريع حلمه التلمودي … ،، أما التاريخ التي تكتبه (ويقصد بلقزيز ، انتفاضة الحجارة في 1987م ، وانا قاربتها مع طوفان الأقصى) ، فهو تاريخ تمردها على لاتاريخها ، تاريخ خروجها من القوة الى الفعل ، من الكبت الى الجهر ، من الأنتظار المراهن على جيوش الأشقاء وسياساتهم وصداقاتهم و(مسؤلياتهم القومية) المفترضة ، الى المبادرة المسلحة بإيمان أسطوري . ))
رائد صالح النينو ،، 7 أكتوبر 2024م
من خلف الخيمة
قلناها لكل من ظننا ان بهم حكمة تجعلهم يتقبلون النقد و دفعنا الثمن ، ونقولها اليوم للأخوة ف…