عيدروس الزُبيدي.. فارس الجنوب وحامل رايته
الموجز-خاص-كتبه: عبدالاه الشرجبي
حينما تُذكر القضية الجنوبية، يتردد اسم عيدروس الزُبيدي في كل الأروقة، كأنه مرادف لها، كأنما خُلق ليحملها على عاتقه، لا يهدأ له بال، ولا تلين له عزيمة، حتى يرى الجنوب حراً مستقلاً، شامخاً كما كان، وكما يجب أن يكون.
هذا الرجل لم يكن يوماً عابراً في مسيرة النضال، بل كان جبلاً أشم، لا تهزه العواصف، ولا تزعزعه المؤامرات، ثباته يُلهم أجيالاً، وحنكته تقود شعباً، لم يعرف في طريقه سوى هدف واحد: أن ينعم الجنوب بحريته، وأن يستعيد قراره وسيادته.
في كل المحافل، صوته يصدح، كالسيف القاطع في وجه من يريد طمس هوية الجنوب، وكالدرع الحامي لكل جنوبي آمن بعدالة قضيته. جاب العواصم، والتقى الزعماء، ووقف أمام التحديات الكبرى، وكان في كل ذلك جنوبياً حتى النخاع، لا يساوم، لا ينحني، ولا يبيع قضيته بأثمان زائلة.
الجنوب بالنسبة له ليس أرضاً فحسب، بل روح تسري في عروقه، حلم يسكن قلبه، راية ترفرف في وجدانه. حملها وهو يعلم أنها دربٌ وعر، محفوف بالمخاطر، لكنه مضى غير آبه، مؤمناً أن لا حرية بلا ثمن، ولا كرامة بلا تضحيات.
لقد كان الجنوب رايته التي لم ينكسها يوماً، وحلمه الذي لم يتخلَّ عنه لحظة، وهدفه الذي سعى إليه بكل ما يملك. من أجل ذلك، تحمل الضغوط، واجه التحديات، وواصل المسير دون أن يلتفت إلى العراقيل.
عيدروس الزُبيدي ليس مجرد زعيم سياسي، بل هو روح المقاومة الجنوبية، رمزٌ للتحدي والإصرار، صفحة ناصعة في تاريخ النضال. سيكتب التاريخ عنه، كما كتب عن كل الأحرار الذين لم يبدلوا تبديلاً، وسيحفظه الجنوب في ذاكرته، رجلاً صادقاً مع شعبه، وفياً لأرضه، مخلصاً لقضيته حتى آخر رمق.
في صفحات التاريخ، يظل اسم عيدروس الزُبيدي محفوراً كنموذجٍ للقيادة الحقيقية، وكرمزٍ للصمود في وجه العواصف. سيذكره الجنوب كأحد أبرز أبنائه، وسيحفظ له الأحرار مواقفه التي لم تهتز، وسيظل مثالاً يُحتذى به في الإخلاص للقضية.
إنه ليس مجرد رجلٍ سياسي، بل هو روح المقاومة الجنوبية، هو القائد الذي حمل الحلم الجنوبي على كتفيه ومضى، مؤمناً أن النصر لا يأتي إلا لمن يستحقه، وأن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع بيد الأحرار.
إن الزعماء العظام لا يُقاسون بالمناصب، بل بالمواقف، ولا يُحكم عليهم بالسنوات، بل بالتأثير الذي يتركونه في وجدان شعوبهم. وهكذا سيظل عيدروس الزُبيدي صفحةً ناصعة في سجل النضال الجنوبي، رمزاً للصمود، وعنواناً للعزة والكرامة.
سيذكره التاريخ قائداً لم يساوم، ومناضلاً لم يتراجع، وصوتاً لم يخفت في الدفاع عن قضية الجنوب. وسيحفظه أبناء الجنوب في ذاكرتهم جيلاً بعد جيل، كرجلٍ حمل راية النضال بشجاعةٍ وإخلاص، ومضى على درب الأحرار حتى تحقيق الحلم الجنوبي.
حضرموت والخطاب التحريضي
الموجز – بقلم/ صالح علي الدويل باراس في ظل الأزمة الحالية في حضرموت لا يدري بشؤونها …



