‏الفايننشال تايمز: شعار السعودية الجديد هو الحكمة

ترجمة وتصرف الموجز الإخباري – الفاينناشل تايمز :

بعد ما يقرب من عقد من الوتيرة المحمومة، تدخل المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة – وهي مرحلة يصفها الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بأنها “إعادة معايرة” أو “إعادة تحديد الأولويات”، حيث يترسخ شعور بالواقعية والبراجماتية.
طموحات المملكة لم تتضاءل والتطورات الرائدة، مثل الدرعية، لا تزال على المسار الصحيح. ولا تزال عشرات المليارات من الدولارات تُصب في مشاريع وصناعات جديدة؛ ففي يوليو، منحت الدرعية عقود بناء بقيمة 4.2 مليار دولار لمقاولين سعوديين وصينيين.
لكن هناك تحول ملموس في السرد بعد ثماني سنوات من النشاط المحموم في الإنفاق، مع تزايد الحديث عن الحاجة إلى الحكمة.
يقول جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لمشروع بوابة الدرعية: “إن ولي العهد ‎الأميرمحمدبن_سلمان الآن في مرحلة جديدة والمرحلة الجديدة هي: نحن في حالة جيدة يا رفاق، ولكن يتعين علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن كيفية إنفاقنا، فيما يتعلق بمؤشرات الأداء الرئيسية والمنتجات التي تقدمها، لا يوجد هامش للخطأ الآن. يتعين علينا إنفاق أموال المملكة بمسؤولية”.
-مسؤول سعودي كبيرقال إن المملكة تحولت على مدى السنوات الثماني الماضية، “اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا”، مضيفا أن قدرتها على تحقيق الخطط المستقبلية لا تعتمد على أي سعر نفط معين.
لكنه يعترف بأن الحكومة ستقيم أولوياتها باستمرار. “إن البيئة السياسية والاقتصادية العالمية والإقليمية تتطور بسرعة أيضًا… لدينا مشاريع بمواعيد نهائية لم تكن موجودة في بداية رؤية 2030”.
كما ان السعوديبن المؤيدين لخطط التنمية متفائلون أيضًا، وينظرون إلى التغيير في الوتيرة كخطوة طبيعية في دورة النضج.
يقول أحد المسؤولين التنفيذيين السعوديين: “قد يصبح المسار وعرًا بعض الشيء، فماذا في ذلك؟ لذا فإنك تحدد الأولويات وتؤجل قليلاً. الناس لا يقدرون بعض الأشياء التي تحدث هنا. أنت تنشط قطاعات جديدة، وتخلق قطاعات جديدة. سيستغرق الأمر بعض الوقت”.
وتابع: “إذا كنت تريد إجراء تغيير، فسيكون الأمر مؤلمًا من حيث التكلفة والوقت. إن حقيقة أنهم فكروا في العملية تمنحني الثقة”.