شيء عن الفلسفة
أ. عادل صالح البحسني
من الأخطاء الشائعة خاصة لدى غير المختصين، الحديث عن الفلسفة والفلاسفة وكأنهم (كل متسق)، وهو خطأ قائم على اعتبار أن الاتفاق هو الطابع العام للفلاسفة والتيارات والمذاهب الفلسفية، مع أن العكس هو الصحيح، فالاختلاف هو الطابع العام للفلسفة.
مع العلم أن أي موضوع يصلح لأن يكون محل نقاش فلسفي من حيث مقوماته وتأثير نتائجه، وهو ما يجعل الفلاسفة يتحدثون ويخوضون في مجالات عدة.
وهذا التصور لا يقتصر على الفلسفة والفلاسفة فقط، بل حتى الفقه، الذي يستند إلى نصوص إلهية مقدسة، يعد مجالا للاختلاف والتعارض والتضاد بين الفقهاء والمذاهب والفرق الفقهية يصل إلى أشده، فهل يصح الحديث عن الفقه والفقهاء بالمجمل؟
الرابط العام بين مختلف فروع المعرفة وخاصة في مجالات العلوم الإنسانية، هو القضايا والإشكاليات، حيث يكون البحث منصبا على قضايا وإشكاليات بعينها، ولكن قد تختلف المناهج التي تعالج بها تلك القضايا، وفي المحصلة تكون النتائج متباينة ومختلفة.
الخطأ الآخر، هو محاولة نسب موضوعات خارج إطار إشكاليات وقضايا الفلسفة إلى الفلسفة، لمجرد أن بعض المشتغلين بالفلسفة تطرقوا إليها، فالمشتغل بالفلسفة قد يكون له اهتمامات أخرى، مثل الفقه والرياضيات والفلك والشعر والأدب والطب، فقد كان الشائع بين علماء العصور القديمة الجمع بين عدة تخصصات.
وهو أمر غير مقتصر على المشتغلين بالفلسفة، فقد تجد فقيها له اهتمامات بالأدب أو الفلك أو حتى الفلسفة والمنطق، ولا يعني هذا أن ما يقوله في المجال الفرعي، يحسب على مجال اهتمامه الأساسي، فلا ينسب كلامه في الفقه لمجال الفلسفة والعكس أيضا.
وبالتالي من الخطأ أن تنسب لأي فيلسوف أو فقيه كلاما قاله في مجال آخر، فتقول أخطاء الفيلسوف الفقهية أو زحافات الفقيه الشعرية، فتأخذ الأخطاء من مجال معرفي لتنسبه إلى فرع معرفي آخر لمجرد أن شخصا واحدا له اهتمام بالمجالين.
عائشه نصير..نصيرة الفرح…..وش عادنا باقول
قلم : أ. عوض ربيع عائشه نصير ………………………………………………… …………………………….نصيرة الفرح…..وش عادنا باقول …