المعركة الخطأ
الإنشغال في المعركة الخطأ والصراع الثانوي، في ما الحوثي يعد أسلحته يهدد هنا يقصف هناك ، ويبعث برسائل الضغط في كل إتجاه، حد إجبار المبعوث الأممي لزيارة المنطقة بصورة عاجلة يوم أمس ، والدعوة للمرة الألف لخفض التصعيد.
المعركة الخطأ هي أن تحرف أولوياتك من مواجهة خطر رئيس يهدد وجودك، إلى خلاف ثانوي يمكن إدارة تبايناته على طاولة السياسة.
أمس قصف الحوثي مأرب واستهدف منشآت النفط ، ومع ذلك لاشيء يحدث على الأرض المقابلة ، لا تقارب في المواقف وإعادة الإعتبار لمفهوم الصراع ومن هو العدو ، ولا إستعدادات عسكرية جديدة للتصدي لنقلة الحوثي القادمة، بإعادته الهدوء النسبي الهش إلى مربع أول حرب.
رقعة المواجهة تمضي نحو مزيد من الإختلالات، وتتسع المساحة وعلامات الإفتراق في ميزان القوى بشقيه السياسي العسكري، لصالح الحوثي خصماً من الجبهة المقابلة.
بعد أن حسم الحوثي موضوع تقاسم نفط الجنوب، مقابل السماح بعملية التصدير ، يسعى الآن لفرض معادلة جديدة تطال ثروات الشمال، وتحديداً مأرب بقصف أمس وربما بإستهدافات الأيام المقبلة ، حيث يفاوض بالسياسة ،والضغط والإبتزاز وإبقاء السلاح في حالة تأهب قصوى.
شيئاً فشيئاً يستفرد الحوثي بالساحة، يجبر الجوار على التساوق مع أطماعه ، يفرض على المبعوث الأممي الهرولة نحو السعودية لإحتواء الموقف، والحؤول دون إنزلاقاته نحو الإنفراط وحافة الهاوية ، في ما الطرف الشرعي منشغل بطبخات الدسائس والمعارك الصغيرة، وتجريب المناورات لإضعاف من ليس هو خصمه ، بل عونه في تحرير المناطق ووقف زحف الخطر، ليبتلع ما تبقى من الأرض والبسط على الثروة، وإستلام مقود كل البلاد سلطة وثروة وقرا سياسي.
مايحدث من صناعة المعارك الجانبية السياسية جنوباً ، هو الخطل وسوء التقدير بأسوأ تجلياته ، فالمعركة هي مع الحوثي ، أما الخلاف مع الإنتقالي مكانه مرحلة تالية ، ومسرحه الحوار البيني وطاولة التفاوض بحثاً عن مشتركات حل.
للحوثي معركته الكبرى، وللشرعية حرائقها ومعاركها وإنشغالاتها الصغيرة.
وهنا مكمن الخطر.
أ . خالد سلمان
من خلف الخيمة
قلناها لكل من ظننا ان بهم حكمة تجعلهم يتقبلون النقد و دفعنا الثمن ، ونقولها اليوم للأخوة ف…