الديس الشرقية مع رحلة الألف معاناة
أ. سعيد أحمد بن إسحاق
هذا نداء أتجه به الى كل ذو ذاكرة لا تنسى الجميل والى كل عقل لا ينسى الوفاء والى كل ضمير لا ينسى ماقدمته الديس الشرقية من تضحيات وماقدمته من خبراتها سواء بالجانب الاداري والتعليمي والبناء والنماء والفكر والادب والمشاركات الوطنية وتفانيها في العمل و الاخلاص فيه.. والاخوة الصادقة فكانت بحق مكان للتقدير بالتضحية والاخلاص لا ينكرها الا جاحد.. نسيوا كل هذا ولم يدونوه وابقوا الديس الشرقية في ذاكرة النسيان لتغرق ببحر الضياع والاهمال لدرجة الاستغفال والاستخفاف.
أو ماسمعوا بهبتهم عند النوازل طوال التواريخ؟ أو ما سمعوا بصدهم لقطاع الطرق عند محاولتهم لنهب مخازن التموينات الغذائية؟ وكيف كانوا سدا منيعا لمديريتهم الديس الشرقية؟ وكيف كانوا سندا قويا للمدن المجاورة ملبين استغاثتهم في عام 1994؟فكانوا أبناء الديس الشرقية مثالا لخير سند فقد ضربوا اروع المواقف في نضال ثورة 14/أكتوبر لاجل الاستقلال، وكانوا مثالا للتعاون والتعاضد للصالح العام.
أو ما سمعوا كيف كانت الديس الشرقية مضيافا للمدن المجاورة لها وغير المجاورة في فصل الخريف.. كل لها يأتي يطعم من عطاياها وحاملا من خيراتها التمور التي تتمتع بها الديس الشرقية في تنوعها ومن دفء مياهها المعدنية الغنية في معايينها، فكانت شفاء للكثير من الامراض يأتي إليها من كل إتجاه؟
أو ما سمعوا أن حقوقهم المدنية المشروعة سقطت اليوم.. فلا مشاريع لاعادة النخيل فيها، ولا مشاريع لتحسين المدينة، ولا لتوسيع للشوارع والسفلته، ولا لمنتزهات تنفيسية، ولا لتجديد لموروثها وتشجيع الشباب لإحيائها للحفاظ عليها، ولا لحماية المحميات في شرمة وضرغم وجثمون، ولا لخلفة الاثرية ولا لصيانة الاكوات التي كانت في الازمنة الغابرة عيونا رقابية من غزاة النهب والفتك، ولا للحد من نهب لاراضي الدولة وهي مساحات واسعة، واعادة النظر في كثير من القضايا فيما يخص الاراضي والعبث فيها من مخططات عشوائية تفتقر لابسط الخدمات التي يجب توافرها، ووقف اصحاب الفيد للاراضي بوثائق مزورة الذين يشكلون اليوم عبئا ثقيلا لتنفيذ المشاريع والاستثمار، ووقفا للايادي العابثة لتخطيط المدينة ولمشروع الصرف الصحي وللسان البحري وغيرها. ان الديس الشرقية اليوم امام الجحود التي تلاقيه كحمامة وادعة أبتلعت من ثعبان في ليلة ظلماء لأكثر من ثمانية واربعين ساعة بدون كهرباء لا ينام اكثر اهلها من صراخ اطفالها وآلام مرضاها ومن انتظار بوزة تعثر مسارها من نقطة الى نقطة لا يشعرون بمعاناة الناس في ظل عدم وجود المعالجات والتخبط في ذلك بين ذا وذاك، تدخل الجانب السياسي لاجل تحقيق مآرب أو اهداف معينة وقد تكون لمصالح ذاتية لا يفهم المرء منا مغزاها، فلا يهمها معاناة الناس في مرضها ومعيشتها.
ظلت الناس تبحث عن العدالة ونبذ المناطقية والقبلية والطبقية والبعد عن المناكفات واحقاق المناصفة العادلة التي ينشدونها، بأن ينتصروا لضعفهم ويعينوا على امرهم وما هم فيه من جحود واجحاف، أو يقولوا للظالم على أقل تقدير.. ياظالم.
إن عهدي بالديس الشرقية..والله.. أن فيها أصواتا إذا أرتفعت أصاخ لها من حولها، وأن فيها أقلاما إذا كتبت أستيقظ لصريرها، فما للأصوات خافتة لا تنطق وما للأقلام جامدة لا تتحرك؟! فهل هي مع الظلام اجتماع؟! أم أنها في غياهب الجب تعد البيان؟!
إنني أكتب هذه الكلمات وإن قلبي ليكاد يتفطر، واترحم على كل من رحل بسبب ارتفاع الضغط نتيحة لانقطاع الكهرباء لايام عن مدينتي الديس الشرقية ومن نقل جار الى المستشفى بعد منتصف الليل ومن بكاء طفل وانين مريض وتعب شيخ وعجوز، إني أحس في هذه الكلمات التي أكتبها إنما أشيع أملا كان حيا فمات، إنني أشعر بمنتهى اللوعة والاسى إذ أنظر فلا أجد إلا صرير قلمي الضعيف ينوح ويتألم الى ما وصلت إليها الديس الشرقية من إهمال ورميها في غياهب الجب، هذا ما احس واشعر به وألامسه.
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم.. اللهم إني قد بلغت فأشهد.
من خلف الخيمة
قلناها لكل من ظننا ان بهم حكمة تجعلهم يتقبلون النقد و دفعنا الثمن ، ونقولها اليوم للأخوة ف…