‏فورين أفيرز : أخطاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

فورين أفيرز-ترجمة وتصرف الموجز

أحيانًا، يفتقر الرؤساء الأمريكيون إلى فهم جيد لما يُقدمون عليه، مما يدفعهم إلى أهداف مُبالغ فيها.

ظن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أن الولايات المتحدة قادرة على جلب الديمقراطية والسلام إلى الشرق الأوسط بإزاحة الديكتاتور العراقي صدام حسين. العراق الحر سيكون نموذجًا يُحتذى به لبقية دول المنطقة – أو هكذا اعتقد الرئيس. اقتنع بوش بالخطة بفضل مستشاريه وبعض الشخصيات العراقية البارزة في المنفى. همّش بوش من حوله، مثل وزير الخارجية كولن باول، الذي عارض افتراضاته. نتيجةً لذلك، غيّرت الولايات المتحدة نظام العراق، لكنها تركت فراغًا سياسيًا، مما أدى إلى حرب طائفية. بدون توفير الأمن للشعب العراقي، لم تكن للعملية السياسية أي فرصة للنجاح.

يمكن للضغط السياسي أيضًا أن يدفع الرؤساء إلى تبني أهداف ليسوا مستعدين للتحرك بشأنها. في عام 2011، بدأ الرئيس السوري بشار الأسد بقتل وتعذيب الآلاف من شعبه. ولشهور، دعا ناشطون ومحللون الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التحرك. في أغسطس 2011، رد على الضغط بإعلانه أن الوقت قد حان “للتنحي” عن السلطة. لكن أوباما لم يكن مستعدًا للتدخل. وكان ثمن تقاعسه حربًا مدمرة.

أحيانًا يحقق الرؤساء هدفًا واحدًا ثم يقتنعون بقدرتهم على فعل المزيد. على سبيل المثال، وافق الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب على مهمة عسكرية في عام 1992 لتوفير الغذاء والدواء في الصومال. نجحت القوات الأمريكية في الحد من خطر المجاعة، محققةً بذلك هدف بوش الأصلي، لكن البلاد ظلت غير مستقرة بسبب القتال بين أمراء الحرب. ثم وسّع بوش نطاق المهمة لدرجة أن الولايات المتحدة انجرت فعليًا إلى حرب أهلية في الصومال.

ورث الرئيس بيل كلينتون الهدف المعدّل، وحافظ على سياسة بوش حتى أسقط مسلحون صوماليون طائرتي هليكوبتر أمريكيتين من طراز بلاك هوك، وجرّروا جثث جنود مشاة البحرية الأمريكية في شوارع مقديشو. بعد المأساة، سحب كلينتون القوات الأمريكية.

فشلت المهمة في النهاية لأن الولايات المتحدة افتقرت إلى الجرأة والقوات اللازمة وشريك محلي موثوق قادر على كسب الحرب الأهلية في الصومال. أثبت الصومال أنه مثال كلاسيكي على توسع نطاق المهمة؛ فمع مرور الوقت، أصبح الهدف صعب المنال لدرجة أن الولايات المتحدة وعدت بأكثر مما كانت مستعدة لتقديمه.