المركز العربي واشنطن: جلسة ترامب والملك عبدالله الثاني جلسة علاقات عامة
المركز العربي واشنطن دي سي – ترجمة وتصرف الموجز
يجب على الدول العربية استتناج الدروس الصحيحة التي تتجاهلها إلى حد كبير التحليلات السطحية لوسائل الإعلام السائدة .
المشهد في البيت الأبيض.. الملك عبد الله الثاني ملك الأردن يستمع إلى الرئيس دونالد ترامب وهو يهذي عن الكيفية التي ستستولي بها الولايات المتحدة على قطاع غزة وتطوره وترسل مليوني فلسطيني إلى مصر والأردن وأراض أخرى. وكان الأمر يتعلق بأكثر من العلاقات الأردنية الأميركية وأفكار ترامب حول كيفية إدارة غزة. لقد كان نظرة خاطفة مروعة إلى المستقبل المحتمل للشرق الأوسط – إذا نجحت الخطة – ودور القوى الكبرى فيه.
يتعين على جميع الدول العربية وزعمائها أن يستخلصوا الاستنتاجات الصحيحة من هذه الجلسة التي جمعت، مثل كل أحداث ترامب، بين الدراما وفرص الاستثمار والربح والازدراء الاستعماري للدول التي لا تمتثل للإملاءات الأميركية. وفي نهاية المطاف، أوضحت هذه اللحظة سبع قضايا تشكل جوهر رفاهية الأردن ومستقبل المنطقة:
هشاشة وضعف جميع الدول العربية؛
السيادة المتنازع عليها لجميع الدول العربية التي تعتمد على المساعدات الأجنبية؛
حدود التحالفات السياسية أو الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وربما مع قوى كبرى أخرى؛
المظهر العام والعالمي المخيف للطفرة الاستعمارية الجديدة الصريحة من جانب الولايات المتحدة؛
المواقف المختلفة تجاه قوة الرأي العام العربي؛
الواقع أن الولايات المتحدة قادرة على إملاء السياسة على إسرائيل عندما تشاء؛ و،
الاختفاء الذي دام قرناً من الزمان للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير الوطني.
أطلت كل هذه الحقائق والظروف برؤوسها القبيحة خلال لقاء المكتب البيضاوي بين الرئيس ترامب والملك عبد الله وتستحق أن يعترف بها القادة والشعوب العربية بشكل أكثر صراحة.
وسائل الإعلام العالمية الرئيسية لابد وأن تعترف بالضرر الذي تسببه من خلال نشر تقارير عن أرض الخيال التي ترويها الصهيونية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية المحتلة، بدلاً من الحالة الفعلية للمعاناة التي يعيشها الناس والحكومات الحقيقية في الشرق الأوسط.
إن واقع اليوم هو بالتأكيد اللحظة الأكثر تحدياً التي واجهها الملك عبد الله خلال 26 عاماً من توليه العرش، وهي لحظة وجودية قد تحدد نتيجتها توليه لمنصبه ومستقبل المملكة الهاشمية نفسها. لقد أظهر أنه تعلم الكثير في الربع قرن الماضي حول كيفية التنقل والبقاء في بيئة الأردن وفلسطين والشرق الأوسط المضطربة التي تحدد هويته وعرشه ودولته.
ولكن هذه أوقات جديدة ومختلفة، حيث لم تعد القواعد القديمة لسلوك الدولة سارية.
الآن، يتعين على العرب وغيرهم أن يدركوا أن هذه المنطقة أصبحت مجرد بركة صغيرة للولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى، التي لا تظهر التزاماً حقيقياً بأي شيء هناك يتجاوز أمن إسرائيل، والوصول إلى النفط والغاز، وتدفق الاستثمارات العربية الفائضة إلى الغرب. ولعل العنصر الجديد الوحيد في هذه الصورة القاتمة هو الاهتمام الأميركي المفاجئ بالمشاريع العقارية على الشواطئ العربية مثل تلك التي اقترحها الرئيس ترمب في غزة.
سمحت لحظة الملك عبد الله في البيت الأبيض للرئيس ترامب بالتعبير عن كل هذه النقاط بعبارات أقل وضوحاً. كانت هذه جلسة علاقات عامة، وليس مفاوضات رسمية، لذلك تحدث الزعيمان بشكل عام. وكان الملك عبد الله، مثل كل ملك أردني منذ أربعينيات القرن العشرين، على حق في الاجتماع بالرئيس الأميركي لمعرفة المزيد عن أفكاره؛ كما لم يقدم إجابات جوهرية، ربما لأنه كان بحاجة أولاً إلى الاجتماع مع الزعماء العرب لمعرفة ما إذا كان لديه ما يكفي من الدعم لمقاومة الضغوط الأميركية لاستضافة اللاجئين الفلسطينيين من غزة.
لقد كان ضعف الأردن دائماً أنه صغير جداً وفقير بحيث لا يستطيع أن يصمد في وجه التهديدات والضغوط الخارجية بمفرده، وكان دائماً في حاجة إلى الدعم المالي والأمني من الآخرين. وكانت قوته دائماً أنه كان يولد ذلك الدعم الخارجي باستمرار، من المملكة المتحدة والولايات المتحدة تاريخياً، ولكن أيضاً من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية، والأوروبيين، واليابان، وغيرها. ومعضلة الأردن اليوم هي أن عملية التوازن التقليدية التي كان يمارسها قد انتهت إلى حد كبير، ويجد نفسه الآن في لحظة الحساب.
محكمة أمريكية تسجن باكستانيًا 40 عامًا بتهمة تهريب أسلحة إيرانية إلى مليشيا الحوثي
الموجز-متابعات قضت محكمة فيدرالية أمريكية في ولاية فرجينيا، بالسجن 40 عامًا على مواطن باكس…




