‫الرئيسية‬ كتابات القراء الفلسفة في مأزق ..
كتابات القراء - فبراير 6, 2025

الفلسفة في مأزق ..

بقلم عادل صالح البحسني

رعاك الله .. لم أصادف خلال حياتي، كما لم أقرأ في كتب التاريخ، عن مأزق تعرض له فرع معرفي أو أي نوع من التفكير، مثل المأزق الذي تمر به الفلسفة، و الغريب أيضا، أن خصومها، ينطلقون في صنع هذا المأزق، من أسئلة متداخلة (ما هي الفلسفة؟ما أهمية الفلسفة؟ ما الصلة بين الفلسفة و الواقع؟) على الرغم من أن هذه الأسئلة، يمكن أن نطرحها -لو أردنا التشكيك- حتى في العلوم التجريبية، دع عنك، أنها تواجه بدرجة مماثلة العلوم الإنسانية، التي رغم التشابه بينها و بين الفلسفة، إلا أن أحدا لم ينظر إليها على أنها تمر بمأزق.

باختصار. لا أدري وفقا لأي فرضية يتحدث خصوم الفلسفة، فهل هم يتحدثون وفقا (لما هو كائن؟ أم ما ينبغي أن يكون) هل يعيبون النظرية؟ أم التطبيق؟ بكلمات أخرى، ماذا قدمت المجتمعات من أجل الفلسفة؟ (قياسا مع كل التضحيات التي قدمت لأجل القومية و الدين و غيرها ) أليس من المنطقي، أن نقيس فاعلية الفلسفة، مع مدى وعي و ثقافة المجتمعات؟ و هل المجتمعات تفتقر إلى الأفكار الفلسفية الفاعلة؟ (النظرية-ما ينبغي أن يكون) أم تفتقر إلى قدرة تلك المجتمعات على التطبيق (ما هو كائن)

حقيقة، من المحير فعلا، أن أمة تمر بأزمات اقتصادية خانقة، رغم مواردها الهائلة، و لم نسمع أحدا يطرح سؤالا عن فاعلية (الاقتصاد) سواء كعلم أو تخصص أكاديمي و مخرجات تعليمية؟ و من الغريب جدا، أن أمة تمر بأزمات سياسية خانقة، و لم نسمع أحدا، يقول أين هم خريجو (كليات السياسة)؟ و الطب و الهندسة و التاريخ و علم النفس و الجغرافيا، كلها تمثل تخصصات و تقابلها أزمات، و لكن لم يقل أحد لماذا الطب؟ أو الهندسة؟ مما يجعل نفترض (دون أن نفقد الموضوعية) أن السؤال عن الفلسفة لم يكن يوما سؤالا بريئا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

سلسلة ذكريات….1….(المسلف)

خاص -الموجز- أ . عبدالرحمن اليهري باب صغير في مؤخرة الدار ، لعب دوراً كبيراً في عمليات الش…