شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة
الموجز-الأهرام ويكلي
وفقا لمصادر دبلوماسية مصرية مطلعة، كانت مصر حذرة في التعامل مع النظام السياسي الجديد في سوريا ومن المرجح أن تظل كذلك في المستقبل المنظور.
و تقول المصادر نفسها، مع ذلك، أنه في حين تبنت القاهرة نهج الانتظار والترقب فيما يتعلق بحكم هيئة تحرير الشام في دمشق، فإن القاهرة “حددت المعايير لأي تعامل مستقبلي بشكل لا لبس فيه”.
كملا يضيفون أن مجموعة واضحة من المطالب من القاهرة إلى دمشق تم تقديمها قبل وأثناء مشاركة وزير الخارجية بدر عبد العاطي في القمة الوزارية العربية الغربية حول سوريا التي استضافتها الرياض يوم الأحد.
قال أحد المصادر إن المعايير الأولى هي أن تمتنع هيئة تحرير الشام بشكل نشط عن استضافة أي شخص قد يُنظر إليه في مصر على أنه معادٍ للنظام المصري.
و وفقًا لمصادر دبلوماسية تحدثت إلى الأهرام ويكلي، فإن الإرهابي في القاموس المصري يشمل أي شخص ينضم إلى منظمة مصنفة على أنها إرهابية في أي من الدول الحاضرة في اجتماع الرياض.
تقول المصادر نفسها إن مصر لن تكتفي بأي تنصل من جانب هيئة تحرير الشام.
في الشهر الماضي، تلقت مصر تأكيدات من النظام الجديد في سوريا بأنه على الرغم من ظهور معارض للنظام المصري في صورة مع زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، فإن النظام السوري الجديد ليس لديه نية للانخراط في أنشطة معادية لمصر.
المعيار الثاني، كما تقول المصادر، هو أن تمتنع الحكومة الجديدة في دمشق عن الترويج للجماعات الإسلامية بأي شكل من الأشكال. ويضيفون أنه بالنسبة للقاهرة، فإن الجماعات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، تشكل خطاً أحمر. ولن تقبل القاهرة ظهور شخصيات من الإخوان المسلمين على القنوات التلفزيونية السورية أو عقد اجتماعات في سوريا.
المعيار الثالث هو أن تمتنع هيئة تحرير الشام عن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك حماس في غزة. وعلى حد تعبير أحد المصادر: “لا ترى مصر أي سبب لمحاولة دفع الفصائل الفلسطينية إلى القيام بأي تحرك قد يعقد الوضع المدمر بالفعل في غزة تحت راية المقاومة”.
قال المصدر نفسه إن التصريحات التي أدلى بها قادة هيئة تحرير الشام والتي تشير إلى أن النظام السوري الجديد ليس لديه خطط للدخول في مواجهة مع إسرائيل، التي وسعت احتلالها العسكري للأراضي السورية منذ الإطاحة ببشار الأسد في 8 ديسمبر، لا تعني الوعد بعدم تشجيع حماس “على القيام بخطوات غير محسوبة”.
و بحسب المصادر الدبلوماسية نفسها، فإن هذه “تدابير وقائية” مصممة لحماية المصالح الاستراتيجية الوطنية والإقليمية لمصر.
بعيداً عن هذه المعايير الأمنية، قالت المصادر إن مصر “ستتعامل بشكل متحفظ مع النظام الجديد في سوريا” استناداً إلى تقارير أمنية حول المواقف التي تتخذها دمشق.
أضافت المصادر أن العوامل الأخرى التي ستحدد وتيرة وتقدم المشاركة المصرية تشمل موقف هيئة تحرير الشام تجاه الجيش السوري والخيارات الدبلوماسية السورية.
كما ستراقب القاهرة عن كثب الموقف الذي يتخذه النظام تجاه حقوق الأقليات الدينية والسياسية، وما إذا كان ينتهج نهجاً سياسياً شاملاً أم يتبنى خطاً طائفياً.
و تشير المصادر نفسها إلى أن مصر منخرطة بشكل نشط مع لاعبين سياسيين سوريين مهمين، بما في ذلك بعض الذين كانوا أعضاء في المعارضة المدنية. كما تشارك مصر مع لاعبين إقليميين معنيين في تقييم التطورات في سوريا وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي، وخاصة في غزة حيث تعمل مصر بجد مع قطر والولايات المتحدة.
لكن المصادر اتفقت على أن العامل الأكثر حسماً في تحديد ما إذا كانت مصر ستمضي قدماً مع النظام السوري الجديد يتعلق بخياراتها عندما يتعلق الأمر بالإسلاموية. ويشيرون إلى أن مصر لديها علاقات وثيقة مع زعيم القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وبعض كبار مساعديه العسكريين، على الرغم من خلفيتهم الإسلامية، مما يشير إلى أن القاهرة تمارس التمييز الدقيق.
و وفقاً لمصدر أمني مصري سابق، فإن القاهرة لا تجمع كل الإسلاميين معاً و”هناك فرق بين الإسلامي الذي يلتزم بمؤسسات الدولة، مثل القوات المسلحة الوطنية، والإسلامي الذي كان له ارتباط سابق بجماعات متطرفة مثل القاعدة”.
قال المصدر الأمني إن “من الواضح” أن النظام الحالي في سوريا “ليس ما كانت مصر تأمله لسوريا، ولكن في نهاية المطاف نحن نحترم خيارات السوريين – بشرط أن نتحدث عن خيار يحظى بموافقة الغالبية العظمى من الشعب السوري”.
و اضاف المصدر نفسه إنه لا يكفي أن يرسل القادة الجدد لسوريا رسائل مطمئنة: ما يهم هو “كيف سيتصرف النظام الجديد، اليوم وغدًا”.
في الوقت الحالي، قال المصدر الأمني السابق، “يبدو” أن القادة الجدد لسوريا يريدون التركيز على الجبهة الداخلية والتعاون مع العواصم التي يمكن أن تمدهم يد المساعدة، وخاصة أنقرة والرياض.
صالح الفوزان: من هو مفتي السعودية الجديد؟
الموجز – متابعات أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، أمراً ملكي…



