‏أحد كبار الجنرالات في إيران يعترف: إيران “هُزمت بشدة” في سوريا

نيويورك تايمز- ترجمة وتصرف الموجز

على مدى أسابيع، قلل المسؤولون الإيرانيون من أهمية سقوط حليفهم في سوريا. ولكن جنرالا مهما قدم وجهة نظر صريحة إلى حد كبير بشأن الضربة التي تلقتها إيران، وآفاق جيشها.

تناقض أعلى جنرال إيراني في سوريا مع الخط الرسمي الذي تبناه زعماء إيران بشأن السقوط المفاجئ لحليفهم بشار الأسد، حيث قال في خطاب صريح إلى حد كبير الأسبوع الماضي إن إيران عانت من هزيمة كبرى ولكنها ستظل تحاول العمل في البلاد.

و ظهر تسجيل صوتي للخطاب، الذي ألقاه العميد بهروز أسبتي الأسبوع الماضي في مسجد في طهران، علناً يوم الاثنين في وسائل الإعلام الإيرانية، وكان يتناقض بشكل صارخ مع تصريحات الرئيس الإيراني ووزير خارجيته وغيرهما من كبار القادة. فقد قللوا لأسابيع من أهمية حجم الخسارة الاستراتيجية التي تكبدتها إيران في سوريا الشهر الماضي.

و قال الجنرال إسباطي، بحسب التسجيل الصوتي لخطابه، الذي نشره موقع عبدي ميديا، وهو موقع إخباري مقره جنيف يركز على إيران، يوم الاثنين: “لا أعتبر خسارة سوريا شيئًا يدعو للفخر. لقد هُزمنا، وهُزمنا بشدة، وتلقينا ضربة كبيرة جدًا وكان الأمر صعبًا للغاية”.

‏روسيا كانت تقصف حقولا مفتوحة وتقول لإيران إنها تقصف المتمردين:

قال المسؤول الايراني إن إيران قدمت للأسد خططًا عسكرية شاملة حول كيفية استخدام الموارد العسكرية الإيرانية في سوريا لمهاجمة إسرائيل.
و اتهم الجنرال روسيا، التي تعتبر حليفًا رئيسيًا، بتضليل إيران بإخبارها أن الطائرات الروسية كانت تقصف المتمردين السوريين بينما كانت في الواقع تسقط قنابل على حقول مفتوحة. كما قال إنه في العام الماضي، عندما ضربت إسرائيل أهدافًا إيرانية في سوريا، “أغلقت روسيا الرادارات”، مما سهل فعليًا هذه الهجمات.
و لأكثر من عقد من الزمان، دعمت إيران السيد الأسد بإرسال قادة وقوات لمساعدته في القتال ضد المتمردين المعارضين وجماعة الدولة الإسلامية الإرهابية.
وكانت سوريا في عهد الأسد مركز القيادة الإقليمي لإيران الذي زودت منه الأسلحة والمال لشبكتها من الميليشيات الإقليمية، بما في ذلك حزب الله في لبنان والمسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما سيطرت إيران على المطارات والمستودعات وأدارت قواعد تصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار في سوريا.

‏تصريحات مذهلة للجنرال
خطط إيران في سوريا الآن:

قال الجنرال إسباطي في خطابه إن إيران ستبحث عن طرق لتجنيد المتمردين في أي شكل قد تتخذه سوريا الجديدة.
و أضاف: “يمكننا تفعيل جميع الشبكات التي عملنا معها على مر السنين. يمكننا تفعيل الطبقات الاجتماعية التي عاش رجالنا بينها لسنوات؛ يمكننا أن نكون نشطين في وسائل التواصل الاجتماعي ويمكننا تشكيل خلايا مقاومة”.
-أضاف: “الآن يمكننا العمل هناك كما نفعل في الساحات الدولية الأخرى، وقد بدأنا بالفعل”.
وقد أذهلت تعليقات الجنرال الإيرانيين، سواء بسبب محتواها غير المفلتر أو مكانة المتحدث. فهو قائد أعلى للقوات المسلحة الإيرانية، المظلة التي تضم الجيش والحرس الثوري، وله سجل من الأدوار البارزة بما في ذلك القائد الأعلى لقسم الإنترنت في القوات المسلحة.
في سوريا، أشرف على العمليات العسكرية الإيرانية ونسق عن كثب مع الوزراء السوريين ومسؤولي الدفاع ومع الجنرالات الروس – متفوقًا حتى على القائد العام لفيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، الذي يشرف على شبكة الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران.
يقول مهدي رحمتي، المحلل البارز في طهران والخبير في الشؤون السورية، في مقابلة هاتفية إن خطاب الجنرال إسباطي كان مهمًا لأنه أظهر أن بعض كبار المسؤولين كانوا ينفصلون عن الدعاية الحكومية ويتحدثون بصراحة مع الجمهور.