‏السوريون يتهمون الحكام بفرض أجندة إسلامية في المناهج الجديدةتقلص انتقاد الإمبراطورية العثمانية وتحذف نص قانون الجنسية السوري

فايننشال تايمز-ترجمة وتصرف الموجز

أثارت الحكومة السورية الجديدة موجة من الغضب بعد إدخال إصلاح شامل للمناهج التعليمية، والذي يزعم المنتقدون أنه سيفرض أجندة إسلامية على طلاب المدارس.
و انتشر الغضب بعد أن نشرت وزارة التعليم هذا الأسبوع 12 وثيقة تسرد التعديلات والحذف في الكتب المدرسية لمواضيع بما في ذلك اللغة العربية والتاريخ والعلوم والدراسات الاجتماعية والدين.
وقد تضمنت التغييرات إزالة الإشارات إلى نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ووالده الراحل حافظ، اللذين حكما معًا بقبضة من حديد لمدة خمسة عقود، بما في ذلك الصور والإشارة إلى الجيش والنشيد الوطني.
و لكن السلطات أثارت أيضًا قلق الكثيرين بإزالة الإشارات إلى الآلهة ما قبل الإسلام – وحتى كلمة “آلهة” نفسها – وتقليص انتقاد الإمبراطورية العثمانية. كما تم حذف نص قانون الجنسية السوري، وقسم عن تطور أدمغة الفقاريات، والإشارة إلى زنوبيا، الملكة الشهيرة في مدينة تدمر القديمة قبل الإسلام.
و خشي المنتقدون أن تمثل التغييرات منحدرًا زلقًا حيث تسعى جماعة المتمردين الإسلامية هيئة تحرير الشام، التي تهيمن على الحكومة الجديدة، إلى فرض رؤيتها الدينية على ما كان لفترة طويلة أحد أكثر بلدان الشرق الأوسط علمانية.
بعد الغضب الشديد بشأن التعديلات، قال وزير التعليم نذير القادري يوم الخميس إنه في حين أن المنهج القديم سيبقى في مكانه حتى تشكيل لجان لمراجعة الكتب المدرسية، فقد أمر ببعض التغييرات لحذف “ما يمجد نظام الأسد البائد” واستبدال العلم السوري القديم بعلم المعارضة.
و أضاف أن السلطات ستعدل أيضًا “بعض المعلومات غير الصحيحة … في منهج التعليم الإسلامي”، بما في ذلك تفسير الآيات القرآنية.
و قد كان القادري وزيرًا للتعليم سابقًا في حكومة الأمر الواقع المدعومة من هيئة تحرير الشام في إدلب، والتي حكمت الزاوية الشمالية الغربية من سوريا لسنوات قبل الإطاحة بالأسد.