‏التايمز: الاحباط الذي هزم الجيش السوري

نيويورك تايمز-ترجمة وتصرف الموجزطريق المتمردين نحو النصر مليء بالأدلة على هزيمة الجيش السوري. كما يعكس المهمة الضخمة المتمثلة في محاولة إعادة توحيد البلاد.
أكثر من 50 دبابة ومركبة عسكرية متناثرة ومهجورة في أنحاء ساحة العرض والتدريب في قاعدة للجيش في شمال سوريا، والتي استولى عليها المتمردون في هجومهم السريع الذي أطاح بالرئيس بشار الأسد.
كان المبنى الرئيسي للحامية يحمل علامات انفجارين كبيرين، ولكن لم يكن هناك أي علامة على قتال عن قرب. وقال أبو محمد، وهو مقاتل من المتمردين يحرس القاعدة، إن الهجوم انتهى في يوم واحد عندما انسحب الجنود السوريون.
ترك جنود الحكومة وراءهم خليطًا قذرًا من حياة الجيش: الملابس والبطانيات وأقنعة الغاز والخوذات وعلب الصفيح الفارغة.
كانت ظروف المعيشة بدائية، بدون نوافذ أو أبواب – بدلاً من ذلك، تم تثبيت أكياس أو صفائح من سقف الصفيح فوق الفتحات.
و في القواعد ونقاط التفتيش الأخرى بالقرب من خط المواجهة السابق، كان الجنود السوريون يفتقرون بوضوح إلى الموارد. لقد حفروا مخبأ مؤقتًا داخل مبنى مزرعة، ووضعوا الأنقاض فوق صفائح من الحديد المموج لتوفير الحماية من القصف، وقاموا بإصلاح ثقوب القذائف في الجدران بمزيج من الطين والقش.
-قال مقاتل من هيئة تحرير الشام، أبو عائشة، بابتسامة عريضة: “لقد بدأنا العملية معتقدين أننا سنستولي على قرية واحدة فقط، واستولينا على كل سوريا”.
و على طول الطريق، تركت الدبابات والمركبات المدرعة مهجورة، أو تحطمت أو تعطلت. ولم تظهر سوى قِلة منها علامات القتال، مثل الاحتراق في الانفجارات أو ظهور بقع دماء من الضحايا.
ومع تقدم المتمردين، استعد جنديان، محمود (23 عاماً)، وشقيقه ممدور (26 عاماً)، يخدمان في قاعدتين منفصلتين للجيش السوري، للفرار. وطلب الشقيقان عدم نشر لقبيهما لتجنب العواقب.
قال الجنديان إن الظروف السيئة والأجور المنخفضة وعدم الرضا لعبت دوراً في انهيار الجيش السوري.
-قال محمود، الذي تم تجنيده في الجيش قبل 18 شهراً: “لم يقاتلوا. لا أحد يحب الأسد، لكن لا أحد يستطيع أن يقول ذلك”.
و أضاف: “أجبرنا الأسد على الالتحاق بالجيش”. كان يريد مواصلة دراسته لكنه أُمر بالالتحاق بالجيش، حيث كان يتقاضى راتباً قدره 10 دولارات شهرياً. وقال إن شقيقه أُجبر على البقاء في الجيش لمدة خمس سنوات ونصف.