هل يسعى تنظيم القاعدة في اليمن إلى شن حرب جديدة على غرار المعارضة السورية لإسقاط الأسد؟
الموجز-مشير المشرعي
في ظل الأزمات السياسية والحروب الأهلية التي تعصف باليمن منذ سنوات، تبرز تساؤلات حول الدور الذي قد يلعبه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (AQAP) في هذا السياق.
هل يسعى التنظيم لتكرار سيناريو مشابه لما حدث في سوريا عندما استطاعت المعارضة المسلحة إسقاط نظام بشار الأسد؟
للإجابة على هذا السؤال، لا بد من استعراض تفاصيل الوضع الميداني في اليمن، واستراتيجيات التنظيم، ومدى إمكانية تحقيق مثل هذه الأهداف في ظل الظروف الراهنة.
الوضع في اليمن: فوضى وفرص للجماعات المسلحة
اليمن يعاني من انقسام حاد على الصعيد السياسي والعسكري، حيث تتنازع الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، السيطرة على البلاد.
وسط هذه الفوضى، وجدت جماعات مثل تنظيم القاعدة بيئة مناسبة لتعزيز وجودها في المناطق النائية مثل شبوة وأبين. ورغم تعرض التنظيم لضربات موجعة من الولايات المتحدة وقوات التحالف، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا من خلال تنفيذ هجمات نوعية واستهداف خصومه لاسيما القوات الجنوبيه التي تتعرض لهجمات مستمره ادت الي سقوط قيادات كبيره من القوات الجنوبيه
اليمن وسوريا: تشابهات سطحية واختلافات جوهرية
رغم أن السياق العام يبدو مشابهًا من حيث وجود أزمات سياسية وصراعات مسلحة، إلا أن هناك اختلافات كبيرة تجعل من الصعب على تنظيم القاعدة في اليمن أن يتبع نفس مسار المعارضة السورية:
1: غياب الحاضنة الشعبية الموحدة
في سوريا، استطاعت الجماعات المسلحة استغلال حالة الغضب الشعبي ضد نظام الأسد لبناء دعم واسع.
أما في اليمن، فإن الوضع مختلف؛ لا توجد حركة شعبية موحدة تدعم القاعدة أو تسعى لإسقاط النظام السياسي، بل إن المشهد مجزأ بين الحوثيين، والحكومة الشرعية، وقبائل لها مصالح متضاربة.
2: أجندة القاعدة مختلفة عن المعارضة السورية
المعارضة السورية كانت تسعى لإسقاط نظام الأسد والسيطرة على المدن الكبرى.
بينما تنظيم القاعدة في اليمن يركز على حرب العصابات وبناء مناطق نفوذ صغيرة بعيدة عن المدن الرئيسية.
لا يظهر التنظيم اهتمامًا مباشرًا بالسيطرة على صنعاء أو استبدال أي نظام حاكم.
3: البيئة الإقليمية والدولية
في سوريا، حظيت المعارضة المسلحة بدعم كبير من قوى إقليمية ودولية. أما في اليمن، فإن القاعدة تواجه عداءً مشتركًا من جميع الأطراف: التحالف العربي، الحوثيين، والولايات المتحدة.
هذا يجعل من الصعب على التنظيم استغلال الأزمة لتحقيق أهداف كبيرة.
ما مدى قدرة التنظيم على شن حرب واسعة النطاق؟
رغم أن التنظيم لا يزال قادرًا على تنفيذ هجمات مؤثرة، إلا أن الظروف الحالية تمنعه من شن حرب واسعة النطاق، على غرار ما حدث في سوريا.
الأسباب تشمل:
تفتت قدرات التنظيم نتيجة للضربات الجوية المكثفة على قادته ومواقعه والتي قضت على اغلب قيادات الصف الأول امثال ناصر الوحيشي وقاسم الريمي
انعدام التمويل المستدام الذي كان متاحًا لبعض الجماعات المسلحة في سوريا
الرقابة الاستخبارية المشددة التي تفرضها القوى الدولية على اليمن، والتي حدّت من قدرة القاعدة على التوسع.
استراتيجية القاعدة في اليمن :
بدلًا من محاولة إسقاط نظام أو السيطرة على العاصمة، يركز تنظيم القاعدة في اليمن على استراتيجيات تقليدية:
استنزاف القوى المتصارعة عن طريق شن هجمات متفرقه تستهدف خصومه
استغلال الفراغ الأمني في المناطق النائية.
تقديم نفسه كبديل في حال تراجع القوى الأخرى.
التنظيم قد يستمر في عملياته النوعية، لكنه يفتقر للعوامل السياسية والاجتماعية واللوجستية التي تمكنه من شن حملة شاملة تُغير معادلة الصراع بشكل جذري .
دقت ساعة سحق إيران في إسرائيل
ديفيد إغناطيوس -واشنطن بوست – ترجمات الموجز – عبدالعزيز الخميس يقول وزير الدفا…