‏التايمز: أين سيعيش الأسد وعائلته في روسيا

تايمز-ترجمة وتصرف الموجز

سينتقل الزعيم السوري المخلوع إلى حي فاخر متلالئ، حيث تمتلك عائلته الممتدة 20 شقة فاخرة

عندما وصلت مارينا، سيدة الأعمال الناجحة، إلى منطقة الأعمال المتألقة في موسكو لمعاينة شقة، فوجئت بمعرفة أن أحد جيرانها الجدد قد يكون دكتاتور سوريا المخلوع.
-لم يشاهد بشار الأسد (59 عاما) وزوجته البريطانية المولد أسماء (49 عاما) وأولادهما البالغين منذ أن استولى المتمردون على دمشق في نهاية الأسبوع. -قال الكرملين يوم الاثنين إنهم حصلوا على حق اللجوء في روسيا من الرئيس بوتين “لأسباب إنسانية”.
لا تزال خططهم الدقيقة غير واضحة، ولكن من المرجح أن يقضي الأسد بعض وقته على الأقل بين الأبراج المتلألئة في مدينة موسكو، وهي منطقة تجارية تقع في غرب العاصمة الروسية، حيث تمتلك عائلة الديكتاتور الممتدة ما يصل إلى 20 شقة.
و قالت مارينا وهي تنتظر لقاء وكيل عقارات: “بالطبع، لم أكن أعتقد أنني قد أعيش في نفس المبنى مع الرئيس. لكن هذا جيد بالنسبة لي، لأن الأمن ربما يكون أفضل. خاصة إذا كان هو نفسه يعيش هنا، أو شخص من عائلته”.
لقد كانت لاذعة بشأن الأسد، الذي دعم الجيش الروسي نظامه لسنوات، والمتمردين الذين أطاحوا به. وقالت: “بشكل عام، أنا ضد الأشخاص الذين يحلون المشاكل من خلال الإجراءات العسكرية”.
وقد اشترى أقارب الأسد، بما في ذلك أبناء عمومته، عقارات في منطقة مدينة موسكو المرموقة بين عامي 2013 و2019 بتكلفة إجمالية تزيد عن 30 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لمنظمة جلوبال ويتنس، وهي مجموعة مناهضة للفساد. -يقال إن الأموال تم تحويلها خارج سوريا من قبل عائلة قوية يرأسها خال الأسد، محمد مخلوف.
و تقع غالبية الشقق في مجمع مدينة العواصم، وهو ناطحة سحاب ذات برجين كانت ذات يوم الأطول في أوروبا حتى تجاوزها برج شارد في عام 2012. -تقع الشقق الأخرى في برج الاتحاد القريب، أطول مبنى في موسكو. تُظهر الإعلانات شققًا مفروشة بشكل باهظ الثمن مع إطلالات بانورامية على المدينة.
و قالت سفيتلانا، التي كانت تعلن عن زيارات لمنصة المشاهدة في أعلى برج الاتحاد الذي يبلغ ارتفاعه 384 مترًا: “بالطبع، سمعت أن الأسد حصل على اللجوء السياسي في روسيا. أعتقد أنه من الجيد أننا منحناه اللجوء. ربما أخطأ. لكنني أعتقد أنه يجب عليك معاملة الجميع بشكل جيد، بالطريقة التي تريد أن يعاملوك بها”.
و كان الأسد زائرًا منتظمًا لروسيا منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011. دافع ابنه الأكبر، حافظ، 24 عامًا، عن أطروحته للدكتوراه في الرياضيات في جامعة موسكو الحكومية الشهر الماضي. وانتهت الأطروحة، المكتوبة باللغة الروسية، بالثناء على “الشهداء” الذين ساعدوا في الدفاع عن نظام والده.
كما يُعتقد أن أسماء، التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم في مايو بعد نجاتها من سرطان الثدي، وصلت إلى روسيا مع طفلي الأسد الآخرين، كريم، 21 عامًا، وزين، 22 عامًا، قبل يومين من فرار زوجها من سوريا.
وقد تم بناء منطقة مدينة موسكو، التي يقطنها حوالي 10 آلاف شخص، في الغالب خلال طفرة النفط والغاز في روسيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها شهادة على طموحات بوتن لتحويل بلاده إلى قوة عالمية.
و يمكن رؤية أبراجها الزجاجية والفولاذية المستقبلية من أي مكان تقريبًا في وسط المدينة.
تضم المدينة البنوك والمؤسسات المالية الروسية، بالإضافة إلى مكاتب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
و يتدفق الشباب الروس إلى المنطقة في جميع الأحوال الجوية لالتقاط صور تيك توك وإنستغرام على خلفية ناطحات السحاب.
مع ذلك، ليس كل شخص في منطقة مدينة موسكو عضوًا في النخبة. على بعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من المنطقة توجد مجموعة من المباني المكونة من خمسة طوابق والتي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفيتية. يتم إخلاء العديد من سكانها لإفساح المجال لمشاريع بناء أكثر فخامة.