‫الرئيسية‬ تحليلات محلل: سعي القوى الغربية لتوسيع نفوذها يضر السودان والصومال
تحليلات - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

محلل: سعي القوى الغربية لتوسيع نفوذها يضر السودان والصومال

الموجز-خاص- احمد شلبي

قال الباحث في الشؤون الأفريقية محمد ود السما عمرا: إن سعي الدول الكبرى لتوسيع مناطق نفوذها والحصول على موطئ قدم في بعض المناطق ذات الموقع الاستراتيجي عالمياً، عبر بناء قواعد عسكرية أو مطارات أو نشر قوات فيها، يؤدي إلى تحويل تلك المناطق إلى بؤر صراع ملتهبة أو قابلة للاشتعال في أي لحظة.

وأضاف أن الموقع الاستراتيجي الهام للصومال والسودان كان السبب الرئيسي وراء تسابق الدول للحصول على موطئ قدم لهم فيه، مما انعكس على البلاد وعلى الشعب الصومالي والسوداني بأزمات وتوترات أمنية وسياسية عدّة، لم تخف وطأتها حتى الآن، موضحا أنه عند البحث عن الصومال والدول المتنافسة على مناطق النفوذ فيه، على الفور تظهر مئات التقارير الإعلامية والدراسات حول النفوذ التركي وسعي أنقرة الحثيث لزيادة نفوذها هناك، إلى جانب الحديث عن جديد حول نفوذ إسرائيلي متنامي في المنطقة يسعى للتوسع بمنطقة البحر الأحمر، وبطبيعة الحال هذا لا يلغي أو يغيّب دور الدول ذات التاريخ الاستعماري والتي لاتزال تخطط وتتوسع في المنطقة وعلى رأسها فرنسا وألمانيا.

صراع على النفوذ

واعتقد الباحث، أن هناك تفاهمات استراتيجية غير معلنة رسمياً بين ألمانيا وتركيا حول مناطق النفوذ والمشاريع التوسعية في أفريقياً، كما يرى أن فرنسا وفي ظل تنافسها مع المانيا على النفوذ في القارة السمراء إلا أن هناك تفاهمات واضحة مع إسرائيل حول التوسع وترسيخ النفوذ بالقارة السمراء ومنطقة البحر الأحمر تحديداً.

وأكد ان الاهتمام التركي بالصومال بدأ بين عامي 2010 و2011 في ذلك الوقت، كانت الصومال تعاني من الآثار المدمرة للحرب الأهلية التي دامت 20 عامًا، بعد فشل التدخلات الدولية، وظهور جماعة “الشباب” الإرهابية. بالإضافة إلى المجاعة التي دمرت البلاد وأودت بحياة أكثر من 250 ألف شخص، وتم استغلال الفرصة وافتتحت عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج في العاصمة الصومالية مقديشو، وتقدم تدريباً للجيش والشرطة الصوماليين.

كما أعلنت وسائل إعلام عربية وتركية في يوليو الماضي، استعداد تركيا لإرسال قواتها البحرية إلى الصومال بعد اتفاق بين البلدين على إرسال سفينة استكشاف تركية للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في 3 مناطق قبالة السواحل الصومالية في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي بين البلدين، وفي السياق ذاته، أعلنت صحيفة “صباح” التركية في نوفمبر الجاري، عن مشروع يهدف إلى إنشاء قاعدة فضائية في الصومال، بتكلفة استثمارية ضخمة تبلغ 6 مليارات دولار، وذكرت الصحيفة أن القاعدة ستتيح لتركيا إجراء تجارب للصواريخ الباليستية والصواريخ الفضائية، ما يعزز قدراتها التكنولوجية، كما أكدت موافقة البرلمان الصومالي على المشروع، الذي سيجعل تركيا واحدة من الدول القليلة، التي تمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ من مواقع إستراتيجية عالمية.

نفوذ وأطماع غربية

وأكد الباحث في الشؤون الأفريقية محمد ود السما عمرا، أن تركيا أصبحت حليفاً وثيقاً للحكومة الصومالية في السنوات القليلة الماضية، واستحوذت شركاتها على أكبر الصفقات في مجال البنية التحتية، إلى جانب الاتفاقيات الدفاعية والأمنية، موضحا أن التمدد التركي الكبير والمتسارع ما هو إلا برعاية ودعم ألماني ضمن اتفاق مسبق يهدف للتوسع وتقوية النفوذ في منطقة البحر الأحمر، وتبادل المصالح في القارة السمراء وبالوقت نفسه يندرج ضمن المنافسة مع النفوذ الفرنسي والدولي في المنطقة.

ووفقاً لعمرا فإن فرنسا، وإن لم يظهر نفوذها بشكل مباشر في الصومال فهي تحاول التمدد عبر وكلائها إسرائيل وغيرها، مشيراً إلى أن ما يؤكد كلامه، هي التقارير الإعلامية والمحلية التي انتشرت بعد إعلان فوز زعيم المعارضة عبد الرحمن سيرو على موسى بيهي عبدي في الانتخابات الرئاسية والتي تحدثت عن تدخل تل أبيب بالانتخابات، حيث تلاعبت بالانتخابات بالضغط على موسى بيهي من جهة، ودعم سيرو سياسياً وإعلامياً من جهة أخرى من أجل إيصاله إلى سدّة الرئاسة ضمن مخطط شامل لمنطقة الساحل الشرقي للسودان ومنطقة صومال لاند بالقرن الأفريقي.

وأضاف عمرا، أن إسرئيل تسعى للتمدد بمنطقة أرض الصومال وشرقي السودان وتقوية نفوذها إلى منطقة البحر الأحمر عبر إقامة قوعد عسكرية هناك، وسيرو هو من سيساعدها بتنفيذ ذلك في أرض الصومال، مشيرا إلى أن ذلك يمكنها من تقوية موقفها العسكري في المنطقة، وتجريد الجماعات المنتشرة في المنطقة من جزء أساسي ومهم من قوتهم ألا وهو الموقع الجغرافي، كما يمكنها من حماية سفنها التجارية في البحر الأحمر، حيث تقع أرض الصومال في موقع استراتيجي هام، ليس ذلك فحسب، أيضاً سيسمح لها بالضغط على مصر متى تشاء وخاصة أن لإسرائيل علاقات مع إثيوبيا الجارة الكبيرة.

وختم عمرا بأن القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي هي من تدعم التمدد الإسرائيلي وترعاه، وذلك بهدف تقوية المصالح الفرنسية ودعم النفوذ الفرنسي في القارة السمراء، ضمن إطار خطة مقاومة النفوذ الألماني – التركي في أفريقيا.

دعم أجنبي لحميدتي

وفي سياق متصل، بحسب الباحث الاستراتيجي محمد عبدالله: أكد أنه بالنسبة للسودان فإن تل أبيب وباريس وجدت بقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” الرجل المناسب لرعاية مصالحهم، وتنفيذ خططهم، لذا بدأوا بدعمه عسكرياً وسياسياً عبر الإمارات وإثيوبيا وتشاد، وما يؤكد ذلك ما كشفته صحيفة “هآرتس” العبرية عن أن “حميدتي”، حصل على أجهزة تجسس متطورة، نقلتها إلى الخرطوم طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس “الإسرائيلي”، تجلب تكنولوجيا المراقبة من الاتحاد الأوروبي، وبحسب الصحيفة فقد تم نقل الشحنة على وجه السرعة إلى منطقة “جبل مرة” بدارفور التي تقع تحت سيطرة “الدعم السريع” بالكامل.

وأوضح أن دعم إسرائيل لحميدتي عسكرياً وسياسياً لن يخلصها فقط من الإسلاميين، بل يسمح لها أيضاً بالضغط على دول أخرى في أي استحقاقات سياسية أو أمنية مستقبلاً وسوف يمنحها نفوذ أكبر في البحر الأحمر، بالإضافة للفوائد الاقتصادية لإسرائيل، بسبب سيطرة “حميدتي” على صناعة وتصدير الذهب في السودان.

وبحسب الخبراء فإن باريس بالتوازي تدعم تحالف غير معلن بين حمدوك و “حميدتي”، لذلك باريس تزود “الدعم السريع” بالسلاح وتدعم حميدتي سياسياً، كما ساهمت بنقل السلاح لقوات “الدعم السريع” عن طريق قواعدها العسكرية الموجودة في تشاد في العام الماضي، وتقف ضد الجيش السوداني ، وتستخدم نفوذها الدبلوماسي لمنع توجيه أي اتهام رسمي لحميدتي قبل إنتهاء الحرب.

وأكد أن دور أنقرة في السودان تمثل بدعم قوات الجيش السوداني والحركات الإسلامية الموالية لها، وعلى رأسهم كتيبة “البراء بن مالك” التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش، والتي تتخذ من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر عاصمة لها، والتي تعتبر المنطقة الأهم استراتيجياً بالنسبة لتركيا ومن ورائها المانيا، مشيرا إلى أنه بجانب السودان والصومال، فإن جيبوتي مؤهلة جداً لتكون ساحة صراع ومنافسة قادمة بين ألمانيا وفرنسا عبر وكلائهم إسرائيل وتركيا، فهناك مؤشرات حول مساعي تركية للتمدد بجيبوتي ظهرت خلال مؤتمر الوزاري الثالث لشراكة أفريقيا-تركيا هذا العام والذي التقى على هامشه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، برئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلو، حيث يعتقد الكثير بأن ما يجري في السودان والصومال ومنطقة البحر الأحمر من صراعات وأحداث أمنية وأزمات، يندرج ضمن إطار التنافس الدولي بين لاعبين أساسيين هم فرنسا وألمانيا ووكلائهم الاتراك والإسرائيليين، والخاسر الوحيد في هذه المنافسة هم شعوب هذه الدول وسكانها الذين دمرتهم الأزمات والمجاعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

“رويترز”: السعودية تخلت عن التوصل إلى معاهدة دفاعية مع أميركا مقابل التطبيع مع إسرائيل

الموجز-متابعات-رويترز قال مسؤولان سعوديان وأربعة مسؤولين غربيين لوكالة رويترز، إن السعودية…