ماذا تستفيد روسيا وإيران والحوثيون من تجنيد موسكو للمرتزقة اليمنيين
اتلانتيك كونسيل-ترجمة خاصة وبتصرف للموجز
بقلم إيميلي ميليكن
تكشف تقارير جديدة أن القوات المسلحة الروسية نجحت في تجنيد مئات الرجال اليمنيين في صفوفها بفضل علاقتها المتنامية مع المتمردين الحوثيين في اليمن. وقد تم نقل المجندين، الذين وعدوا برواتب عالية وحتى الجنسية الروسية مقابل وظائف في الهندسة والأمن، إلى روسيا من خلال شركة مرتبطة بالحوثيين وأجبروا في النهاية على الانضمام إلى الجيش الروسي وإرسالهم للقتال على الخطوط الأمامية. ومن المرجح أن يستفيد الحوثيون مالياً من هذا الجهد وأن يمنح الرجال اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم التدريب تحت إشراف الجيش الروسي. ويشكل تجنيدهم جزءًا من جهد روسي أكبر لاستخدام المجندين المهاجرين – من اليمن وكذلك نيبال والهند وكوريا الشمالية – للتعويض عن الخسائر الفادحة في ساحة المعركة.
ولكن تجنيد المقاتلين اليمنيين ليس سوى عنصر واحد من العلاقة الناشئة بين الحوثيين وروسيا، والتي اكتسبت أهمية أكبر منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. لقد أكد الحوثيون، الذين طالما اعتبروا مشروعًا إيرانيًا مفضلًا مقارنة بوكلائها الآخرين الأكثر قوة، أنفسهم كعنصر حاسم في “محور المقاومة” الإيراني، وهو تحالف من الجماعات المدعومة من إيران والتي تعارض النفوذ الغربي في الشرق الأوسط. ومن الجدير بالذكر أنه قبل عدة أشهر، ظهرت تقارير تفيد بأن إيران كانت تتوسط في اتفاق محتمل حيث ترسل روسيا أسلحة متقدمة، وهي صواريخ P-800 Oniks المضادة للسفن، إلى الحوثيين. وفي حين لا يوجد دليل على حدوث مثل هذا النقل حتى الآن، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج مؤخرًا أن روسيا تسعى بنشاط إلى إجراء اتصالات مع الحوثيين ومناقشة نقل محتمل للأسلحة. في أكتوبر/تشرين الأول، كانت هناك تقارير تفيد بأن موسكو تخطط لتزويد المتمردين بشحنة من الأسلحة الصغيرة بقيمة عشرة ملايين دولار. وبعد وقت قصير من تداول مزاعم نقل الأسلحة هذه، زعمت تقارير أخرى أن الكرملين كان يزود المجموعة أيضًا بمعلومات استخباراتية، بما في ذلك بيانات الأقمار الصناعية، لحملتها المستمرة ضد حركة المرور البحرية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة.
بالنسبة لموسكو، فإن التعاون مع الحوثيين يوفر العديد من الفوائد إلى جانب تعويض الخسائر في ساحة المعركة في أوكرانيا.
إن الحوثيين يصعدون إلى دور أكثر بروزًا داخل شبكة حلفاء إيران ووكلائها. ويرجع هذا إلى ضرباتهم الناجحة على الشحن البحري الدولي والأراضي الإسرائيلية، فضلاً عن تضاؤل نفوذ حزب الله وحماس بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية المتتالية على القيادات العليا والبنية التحتية الحيوية. وبالتالي، ينبغي النظر إلى العلاقة بين الحوثيين وروسيا باعتبارها جانبًا واحدًا من جهد استراتيجي أكبر بين خصوم الولايات المتحدة ــ روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين ــ لتعزيز تحالفاتهم وتحدي الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
بالنسبة لموسكو، يقدم التعاون مع الحوثيين العديد من الفوائد التي تتجاوز مجرد تعويض الخسائر في ساحة المعركة في أوكرانيا. أولاً، من خلال تزويد الحوثيين بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، تشجع روسيا الأعمال المزعزعة للاستقرار في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة. ترى موسكو الحملة البحرية للحوثيين كفرصة لممارسة الضغط على الشحن التجاري الغربي، وتحويل انتباه الولايات المتحدة وأصولها عن حرب روسيا في أوكرانيا.
في الوقت نفسه، تمنح العلاقات الروسية الحوثية الكرملين نفوذاً إضافياً على اللاعبين الإقليميين المهمين، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين لديهما مصلحة راسخة في إنهاء الحرب في اليمن. في حين تتمتع موسكو منذ فترة طويلة بعلاقات استراتيجية واقتصادية مع هذه الدول الخليجية، وخاصة من خلال كارتل النفط أوبك +، يمكن للحكومة الروسية استخدام علاقاتها المتنامية مع المتمردين اليمنيين للضغط عليهم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بعلاقاتهم مع واشنطن.
ولكن من الضروري تفسير علاقات روسيا مع الحوثيين باعتبارها شراكة مصلحة وليس تحالفا استراتيجيا كاملا. والحكومة في موسكو براجماتية عندما يتعلق الأمر بالجماعة. ومن المرجح أنها تقدر أنها تستطيع الاستمرار في دعم الجماعة طالما أن الحوثيين لا يستهدفون المصالح السعودية أو الإماراتية بشكل مباشر ويستمرون في العمل كأداة قيمة في جهود روسيا لإضعاف الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تحوطت الحكومة الروسية بمراهناتها من خلال الاستمرار في الانخراط دبلوماسيا مع الفصائل الأخرى في اليمن، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، والذي يدعم التدخل العسكري واسع النطاق ضد المتمردين الحوثيين.
إن الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها ينبغي أن يشعروا بالقلق إزاء استمرار التعاون بين الحوثيين وروسيا، وخاصة لأنه قد يؤدي إلى توسيع قدرة الحوثيين بشكل خطير على تهديد الشحن الدولي وكذلك الأصول الأميركية وحلفائها في المنطقة. وحتى بدون ضخ الأسلحة الروسية المتقدمة، تمكن الحوثيون من تعطيل التجارة البحرية بشكل خطير، مما تسبب في انخفاض بنسبة 66٪ في حركة المرور عبر قناة السويس على مدار عام. ومن شأن ضخ أنظمة مثل P-800 Oniks أو حتى الصاروخ الباليستي الجديد “التجريبي” متوسط المدى من موسكو والذي يحمل رؤوسًا حربية متعددة أن يسبب المزيد من الفوضى.
وحتى لو كانت موسكو مترددة في إرسال مثل هذه الأنظمة المتقدمة، فإنها قد تزود الحوثيين أيضاً بخبرة أكبر في التصنيع العسكري، وهو ما قد يجعل سلاسل الإمداد العسكرية المحلية للجماعة أكثر اكتفاءً ذاتياً ومتانة. ومن الصعب اكتشاف هذا النوع من التبادل نظراً لقلة المعلومات الاستخباراتية الأميركية في اليمن. كما أنه من شأنه أن يجعل المتمردين أقل اعتماداً على النظام الإيراني وربما أكثر استعداداً لشن ضربات حتى لو لم تكن مثل هذه العمليات مفيدة سياسياً لداعميهم في طهران.
معاريف :وضع تركيا على الرف: الانتقام الإسرائيلي من أردوغان بدأما علاقة اليونان
معاريف-ترجمة وتصرف الموجز تواصل إسرائيل تعزيز مكانتها كقوة إقليمية من خلال التعاون الاسترا…