‫الرئيسية‬ مقالات القناع الأصفر: متى يُسقط الفنانون احتقارهم للتهامي؟…2
مقالات - 2025-10-18

القناع الأصفر: متى يُسقط الفنانون احتقارهم للتهامي؟…2

الموجز- كتبه بسام جوهر

الفن ليس أداة هدم. لكنكم جعلتم منه مطرقةً تُكسر بها صورنا، وسكينًا تُقطّع بها انتماءنا. نعم، قد تضحكون اليوم، ولكن ستبكون غدًا حين تكتشفون أن أطفالكم تعلموا أن يحتقروا كل مختلفٍ عنهم، حتى أنتم. وإن ظننتم أن الإساءة تمرّ، فإن التاريخ لا ينسى، وما يُقال بالسخرية اليوم، سيُروى غدًا كخزيٍ وندم.

إن الآثار السلبية لهذه “الفنيات” لن تتوقف عند حد الإيلام الشخصي. أنتم، بحسن نية أو بسوء نية، تساهمون في تفكيك آخر خيوط وعينا الوطني. عندما تتحوّل لهجة منطقة بأكملها إلى مصدر تندّر، فأنتم تخلقون شرخاً عميقاً يفتح البجال لـالفرقة ويهدم أساس الوحدة اليمنية التي قامت على التنوع والاحتواء.

الفن رسالة سامية، وهذا صحيح، لكن عندما يصبح محتواه موجهاً ضد فئة من أبناء الوطن، فإنه يتحول إلى سُمّ بطيء يُغذي الانقسام الجغرافي والثقافي. تذكّروا: عندما يسقط احترام مفردات الآخر، يسقط احترام وجوده. عندما يضحك جيل على لهجة جيل آخر، فإنهم لا يضحكون على الأصوات فقط، بل يضحكون على التاريخ المشترك والماضي العظيم الذي يربطنا جميعاً.

فهل نكتفي بتوثيق السخرية، أم سنتجرأ ونبدأ بتوثيق الفخر؟ متى يتحوّل هذا الفن الموجع إلى فن يضم الجميع تحت سقف يمن واحد، محترمين كل مفردة، وكل عادة، وكل لهجة، كأجزاء لا تتجزأ من روحنا الوطنية؟ إن الإجابة أيها القارئ، تقع على ضميرك الذي شارك في الضحك بالأمس، وبإمكانه أن يبدأ بالاحترام اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

باعوم .. عودة الرمز لا الحدث ::

الموجز – خاص – أ ماهر باوزير نشرنا قبل أكثر من أسبوعين خبراً حول العودة القريب…