مودرن ديبلوماسي : هل يشن الحوثيون هجومهم في البحر الأحمر انطلاقًا من السودان وبدعم من القوات المسلحة السودانية؟
مودرن ديبلوماسي – ترجمة وتصرف الموجز
على الرغم من وقف إطلاق النار الذي بادرت به الولايات المتحدة قبل خمسة أشهر، يواصل الحوثيون مهاجمة السفن في البحر الأحمر، بما في ذلك بالقرب من ينبع. وهذا لا يدل فقط على استمرار نشاطهم، بل يدل أيضًا على احتفاظهم، أو حتى بناء قدراتهم، خارج شواطئهم لتعطيل حركة الشحن. وهناك مخاوف متزايدة من بناء هذه القدرات وترسيخها في السودان، وهو بلد غارق في صراعه الخاص، ولكنه يتمتع بموقع استراتيجي متميز على البحر الأحمر.
كيف سيساعد تدخل السودان الحوثيين على توسيع نطاقهم؟
شهدت الهجمات الأخيرة على السفينتين “سكارليت راي” و”إم إس سي آبي” الشهر الماضي تحقيق الحوثيين أقصى ضرباتهم شمالًا. ويُخشى أن تكون هذه الزيادة في مدى الحوثيين ناتجة إما عن استخدام الطائرات المسيرة أو عن إطلاقها من قوارب صغيرة على السواحل السودانية. يُثير احتمال استخدام ساحل السودان على البحر الأحمر بهذه الطريقة قلقًا بالغًا، لا سيما وأن مثل هذا الإجراء من المرجح أن يشمل إيران.
يرى العديد من مراقبي الشأن السوداني أنه من المعقول تمامًا أن تفتح إيران الباب أمام توسع الحوثيين في السودان. فإيران نفسها تعمل على بناء علاقاتها مع الجنرال عبد الفتاح البرهان والقوات المسلحة السودانية. وعندما تُسهّل إيران علاقة الحوثيين بالبرهان والقوات المسلحة السودانية، فإنها تُمهد الطريق أمام الحوثيين لاستخدام ميناء بورتسودان ومستودعاته الاستراتيجية المهمة، وبالطبع مطارها، كمركز للأسلحة. إن وقوع الهجمات على سكارليت راي وإم إس سي آبي على بُعد 160 ميلًا فقط من السودان يُغذي المخاوف من أن القوات المسلحة السودانية تُرحّب بالفعل بعمليات الحوثيين المدعومة من إيران، أو على الأقل تُتسامح معها.
تتجاوز هذه العلاقة الثلاثية المتشابكة بين القوات المسلحة السودانية وإيران والحوثيين مجرد الضربات على خطوط الشحن. فتزويد إيران القوات المسلحة السودانية بطائرات مُسيّرة من طراز مهاجر-6 وأبابيل وأنظمة صواريخ خلال العامين الماضيين يُضيف بُعدًا آخر. وكذلك الحال بالنسبة للأدلة المتسقة على علاقة القوات المسلحة السودانية بحلفائها الإسلاميين داخل السودان واعتمادهم عليهم. ولا ينبغي أن ننسى أن الولايات المتحدة فرضت مؤخرًا عقوبات على كل من البرهان وحلفائه الإسلاميين، لا سيما لاستخدامهم الأسلحة الكيميائية. فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كتيبة البراء بن مالك، وهي ميليشيا إسلامية تُحكم قبضتها على عمليات ميناء بورتسودان، وهو الطريق الذي تدخل عبره الطائرات المسيرة وأنظمة الصواريخ الإيرانية إلى السودان.
السؤال الأكثر إثارة للقلق هو: ما مدى قرب الحوثيين من الأسلحة الكيميائية التي تمتلكها القوات المسلحة السودانية؟ ومتى سنرى استخدامها خارج السودان؟
إن التعاون بين إيران والحوثيين والقوات المسلحة السودانية وحلفائها الإسلاميين مثال آخر على عدم جواز اعتبار الحرب في السودان مجرد مشكلة سودانية “هناك”. فموارد السودان، وجيرانه السبع، وموقعه على البحر الأحمر – هذه الحقائق الجيوسياسية – تجعل من المستحيل اعتبار هذا الصراع محصورًا بالحدود. وكما لاحظ أحد المحللين في شرق أفريقيا، “هناك قلق مبرر تماما من أننا جميعا على بعد هجوم واحد على سفينة، أو طائرة إيرانية بدون طيار، أو سلاح كيميائي واحد من هذا الصراع المستمر منذ 30 شهرا والذي يتجاوز أي حدود وينتقل بقوة إلى الساحة الإقليمية”.
محكمة أمريكية تسجن باكستانيًا 40 عامًا بتهمة تهريب أسلحة إيرانية إلى مليشيا الحوثي
الموجز-متابعات قضت محكمة فيدرالية أمريكية في ولاية فرجينيا، بالسجن 40 عامًا على مواطن باكس…



