معهد غيتستون :حرب السودان الخفية: سيطرة الإخوان المسلمين على الجيش تُهدد الاستقرار الإقليمي والتجارة العالمية

معهد غيتستون – ترجمة وتصرف الموجز
الحرب الأهلية الوحشية في السودان… ليست مجرد صدام بين القوات المسلحة السودانية وحلفائها العسكريين السابقين الذين تحولوا إلى خصوم، قوات الدعم السريع. إنها عملية استيلاء مدروسة على السلطة من قِبل جماعة الإخوان المسلمين، التي يبدو أنها تستخدم القوات المسلحة السودانية كحصان طروادة للهيمنة على شمال شرق أفريقيا والبحر الأحمر، شريان حيوي للتجارة العالمية.

يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين، ب تستغل القوات المسلحة السودانية للسيطرة عليها، مُعيدةً تدوير تحالفات قديمة تحت ستار جديد. على الرغم من التنازلات الأخيرة للولايات المتحدة ومصر، فإن سيطرة الإخوان المسلمين على السودان تُهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي، بما في ذلك حرية المرور في البحر الأحمر.

رسّخت جماعة الإخوان المسلمين – المعروفة في السودان بالحركة الإسلامية – صفوف القوات المسلحة السودانية، وجعلتها أداةً لتحقيق طموحاتها الإقليمية للسيطرة على شمال شرق أفريقيا والبحر الأحمر.

لا يقتصر تحالف جماعة الإخوان المسلمين مع القوات المسلحة السودانية فحسب؛ بل يبدو أن أفرادًا فيها يوجهون هذه القوات للسيطرة الكاملة على السودان، لجعله معقلًا للإخوان المسلمين في أفريقيا والشرق الأوسط.

دأبت إيران على تزويد محور الإخوان المسلمين والقوات المسلحة السودانية بالأسلحة، بما في ذلك طائرات أبابيل-3 ومهاجر-6 المسيرة، والتي سُلمت إلى بورتسودان في مارس ويونيو 2024. وتؤكد صور الأقمار الصناعية التي اطلعت عليها بي بي سي وجودها في موقع عسكري قرب الخرطوم.

يتوافق دعم إيران لهذا المحور، المرتبط بطموحاتها في التواجد في البحر الأحمر، مع أهداف الإخوان، ألا وهي تهديد حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية ومصر.

تُظهر حملة التطهير “التجميلية” التي شنها البرهان ضد الجنرالات الإسلاميين أنه يمكن بالفعل التأثير عليه من قبل مصر والولايات المتحدة، لكن اعتماده على الدعم المالي والعسكري من الإخوان المسلمين يحد من قدرته على تنفيذ أي إصلاحات حقيقية.

من الواضح أن السودان جزء لا يتجزأ من الأجندة العالمية للإخوان المسلمين. وتجاهل الأحداث هناك لن يؤدي إلا إلى ظهور معقل معادٍ في منطقة حيوية استراتيجيًا لمصالح الغرب.