‫الرئيسية‬ مقالات تصانيف …حديث الخميس
مقالات - 2025-05-15

تصانيف …حديث الخميس


يكتبه/ أأحمد مسجدي-الموجز
انتشرت ظاهرة التصانيف المزاجية في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد نتيجة لغياب الفهم السياسي أولاً، وانتشار الغباء الإعلامي ثانياً الذي يحلل ويفسر الظواهر السياسية بمزاجية كيدية لإقصاء الآخر دون مواربة أو احترام، وإن تسترت هذه الظاهرة بأسماء وهمية، ناهيك عمن ينشر باسمه وصورته إرضاء لمواليه واستمراراً لرزقه (وكله شغل)، ولا خطر من ذلك المعلوم لأنه حدد اتجاهه وأعلن عنه، ونحترمه ونقدره وإن اختلفنا معه في الرأي، وهذه ظاهرة صحية ولا خوف منها.. أما النكرة وصاحب الضمير المستتر فلا نعير له اهتماماً ولا يؤخذ عليه فيما يقول وإن كانت نبرة خطابه تهديدية.
فأنا الذي لا ناقة لي في السياسة ولا جمل وإن مارست الدور الاجتماعي فيها في وقت مضى، لم أسلم اليوم من ذلك التصنيف المزاجي.. لكن، لإيماني أن جغرافية الثقافة لا حدود لها جهوية، ولا فواصل تفصلها سياسية، وفضاءاتها واسعة الأفق ليس لها خطوط عرضية أو طولية وتتسع للجميع؛ شاركت الانتقالي احتفالاته الثقافية قبل فترة وفي قاعته بالمكلا حتى قيل عني: تابع ومتقلب باختزال فكرة التوجه في جهة واحدة.. ما علينا.. وعندما منحني درع الثقافة مثل غيري ممن لا ينتمون للانتقالي تقديراً للجهد الثقافي قبل ذلك، قيل مجاملة.. ما علينا.. وحين انتقدت الوضع المزري بباطن الكلام لا بظاهره احتراماً لمكانة الجهة التي أنشر فيها قيل عنه سياسة وجُمدت مقالاتي وحُجبت عن النشر.. ما علينا.
لكن الغريب في الأمر حين ايدت فكرة الحلف والجامع الحضرمي قبل يومين كاستحقاق للصالح العام بتعليق على منشور أحدهم ولأول مرة على صفحته، وبكلمة واحدة فقط، وأكرر بكلمة واحدة فقط، أثارت التحسس في المستتر خلف الوهم.. والأغرب من ذلك انتقاء هذه الكلمة من بين عشرات التعليقات المؤيدة التي تجاوزت المائة، وهو ما يؤكد أن هناك من يتتبع خطواتي الفيسبوكية ويراقب الجديد على تلك الصفحة.. ما علينا.. المهم أن الدنيا قامت لحظتها ولم تقعد وأثارت حفيظة الاسم المستعار، وخيّل إليه وكأنني صاحب المنشور أو صاحب الفكرة الرئيسية باختزال حضرموت في حضرموت.. وإنني وإنني.. ما علينا من حلم ابليس بالجنة كما جاء في رده الخاص.. فمثل هذه النبرة التهديدية في الطرح لا تثني الكاتب عن قول الحق الذي يراه من وجهة نظره بل يحفزه على كتابة ما يملي عليه ضميره مع أنني تركت الجمل بما حمل وتجنبت حديث الخميس المنوّع لأكثر من سنة واتجهت إلى الجانب الثقافي الذي لا يخلو هو الآخر من التحليل والتأويل والتصنيف المناطقي، وملأت صفحتي بالكتب والمجلات.
عجبا من قوم مسلوبي الحرية الفكرية يريدون الناس على ما يشتهون!.. فإن لم نحترم كل الأفكار باختلاف توجهاتها فلن نظفر بما نحلم به وسينتهي الحلم عند الاستيقاظ من النوم السياسي طالما أنه بدون خطط مدروسة مبنية على مفاهيم سياسية بحتة.
وعلينا أن نعلم أن السياسة ليست مقاطعة من نخالفهم الرأي والتهجم عليهم وإن كانوا من ذوي القربى، بل التقرب منهم وجذبهم وقراءة أفكارهم والاستفادة منها بما يخدم توجهنا واستخدام ما يعرف بالدهاء السياسي المشروع لتحقيق أهدافنا وتنفيذ برامجنا وليس بالتنفير والتحقير لمن لم نستطع استمالة أفكارهم..
فأنا أتساءل ما الذي يخيفهم من منشورات او تعليقات تنشد الخير للجميع ولا تحمل في طياتها الكره لأحد، وبعيدة كل البعد عن التمجيد الأعرج الذي لا يقدم ولا بؤخر. ولا يهدف إلى فائدة خاصة منه للتكسب من ورائه؟..
فحرية الرأي مكفولة على أن لا نخدش الحياء برأينا، ولا نقفز فوق شباك المعاملة الحسنة والكلمة الطيبة لتمزيقه، ولا نتشبث بالمكارثية في طرحنا، ولا نطعن في الآخر بدون حجة او برهان، ومن حقنا استصاغة الفكرة المناسبة لنا وتأييدها إذا انطوت على خير.. مع العلم أن هناك خلط وازدواج في الانتماءات الفردية، القبلية والثورية والسياسية والحزبية العاملة في الساحة الحضرمية، ربما يكون الازدواج حسب المصالح الشخصية للفرد نفسه، ومن هذا الباب تدخل المحاباة في المواقف غير المحددة.
فإن كنت معجباً بسياسة ما فلا يعني أنني أتبنى أفكارها في كتاباتي أو تعليقاتي، فلهذه الأمور ناطق خاص ينطق باسمها ومصرح له وليس لكل من هب ودب التصريح، ولها كتّابها وإعلاميوها؛ إلا إذا أردنا من ذلك سياسة التطفيش والتنفير وبغباء إعلامي لا يجيده إلا المطبلون فالجواز من باب أولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بكران : لمن الشرعية اليوم

الموجز – متابعات ‏إذا كان الانتقالي خارج الشرعية بقواته وجغرافية انتشارها وبحضوره ال…