‫الرئيسية‬ كتابات القراء عالم الطفولة .. “مخزن القراضيع “

عالم الطفولة .. “مخزن القراضيع “

أ . عبدالرحمن اليهري -خاص -الموجز


هو مخزن في درع الدار لمهملات اهل البيت من قطع خشبية وحديدية وقصاع وصناديق ومسامير وادوات طبخ وغيرها ، هذا المخزن في اغلب ديار القرية في السبعينيات يتم غزوه من قبل صغار الدار في اول ايام العطلة الصيفية ، فتسمع القربعة والدقدقة طالعة من كل بيت ، الصغار منهمكين في اشغال يدوية ، تصليح مواتر ، ترميم سياكل ، صنع قبب وتناصيب وادوات صيد وحرب وغير ذلك مما يتم الإستفادة منه في ألعابهم خلال العطلة .

مخزن القراضيع يكون ورشة عمل ومفتوح لكل الرفاق واحياناً يتم الإنتقال من دار الى دار للتبادل والتكامل واستكشاف مايحويه كل مخزن من قراضيع غريبة يمكن الإستفادة منها ، تسمع ربّات البيوت تصيح من حين لآخر : “ياعيالي خلّوا هذا ، وارفعوا هذا ، لا تلمسوا هذا ، وهذا يمكن ينفع ، ياعيالي خلّوا القربعة” ولكن الصغار منهمكين في شغل شاغل بصنع منتجاتهم اليدوية ، غير آبهين ببعض التحذيرات ، واذا زادت التحذيرات انتقلوا كلهم إلى اقرب خرابة وحوّلوها الى ورشة عمل .

القرية كلها في صيف السبعينيات تصبح معمل ومشغل ووحدة إنتاج لإبداعات الصغار ، فترى بعد ذلك المطاريق تتحول الى معارض لإستعراض هذه المصنوعات اليدوية : سياكل حديد ، مواتر قصدير ، تناصيب خشبية ، وغيرها ، وكل واحد فخور بما صنعت يداه وابدعت مخيلته من تصاميم ، طبعاً في ذلك الزمن ، لا نت ، ولا عالم افتراضي ، ولا افلام خيال ، ولا مسلسلات إثارة ورعب ، ولا شيء من ذلك ابداً ، وكانت للثقافة والعلم والمعرفة والرياضة نصيب ايضاً في عطلهم الصيفية ، وعبرت احلى الايام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حضرموت والخطاب التحريضي

الموجز – بقلم/ صالح علي الدويل باراس في ظل الأزمة الحالية في حضرموت لا يدري بشؤونها …