‫الرئيسية‬ الموجز سودان بيس: ‏أنفاق وصواريخ في السودان: هل تصبح الخرطوم أداة إيران الجديدة

سودان بيس: ‏أنفاق وصواريخ في السودان: هل تصبح الخرطوم أداة إيران الجديدة

‏الموجز-متابعات- ‏سودان بيس- الخميس

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تتواصل التقارير المثيرة للقلق بشأن تعميق التعاون العسكري بين إيران والسودان، حيث تعمل طهران على إنشاء ترسانة عسكرية وبنية تحتية تحت سيطرتها على الأراضي السودانية. تأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية، بالتزامن مع عودة الإسلاميين إلى الساحة السياسية وتنامي نفوذهم داخل المؤسسة العسكرية ومراكز صنع القرار في السياسة الخارجية. يأتي ذلك في أعقاب اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل2023، مما أثار مخاوف من أن يصبح السودان منصة انطلاق استراتيجية للنفوذ الإيراني في أفريقيا وقناة محتملة لزعزعة الاستقرار الإقليمي.

ازداد الوضع خطورة وسط تزايد المخاوف الإقليمية والدولية من أن يتحول السودان إلى ساحة حرب بالوكالة جديدة ضد إسرائيل، مدفوعة بتزايد مؤشرات النشاط الاستخباراتي الإيراني. علاوة على ذلك، يُشكل الوجود العسكري الإيراني المتنامي في السودان تهديدًا مباشرًا لأمن البحر الأحمر، أحد أهم شرايين التجارة البحرية في العالم، مما يضع الأطراف المعنية العالمية أمام مجموعة من التحديات الجيوسياسية والأمنية المعقدة.

‏أحدث الأدلة على ترسيخ الوجود العسكري الإيراني في السودان وتداعياته المحتملة على الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي:

في وقت تتنافس فيه القوى الكبرى بشراسة على الهيمنة الاستراتيجية في أحد أكثر مسارح العالم تقلبًا.

أكدت مصادر عسكرية سودانية موثوقة وصول معدات عسكرية إيرانية ضخمة، يُعتقد أنها تتضمن صواريخ، إلى مجمع أنفاق تحت الأرض شُيّد بمساعدة إيرانية في منتصف التسعينيات. يقع المرفق أسفل مرتفعات جبل جاري، جنوب شرق المجمع الصناعي العسكري، شمال منطقة الجيلي في بحري، شمال العاصمة الخرطوم.

كشفت المصادر أن خبراء عسكريين تابعين للحرس الثوري الإسلامي الإيراني زاروا الموقع في وقت سابق من هذا الشهر. وأشاروا إلى أن المجمع يضم 13 مدخلاً محصناً، وقد جُدد سابقاً بدعم إيراني ليكون موقع تخزين محتمل وقاعدة صواريخ.

ووفقاً لمعلومات استخباراتية مؤكدة من مصادر أمنية وعسكرية في بورتسودان، وصلت مؤخراً شحنات من الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك طائرات مسيرة متطورة، وأنظمة اتصالات، ورادارات عسكرية، وأنظمة دفاع جوي متطورة، إلى البلاد. ومن بين هذه الشحنات نظام رادار الإنذار المبكر “مطلة الفجر-1”.

وأفادت المصادر بأن جزءاً من هذه الأسلحة، إلى جانب فئات أخرى غير محددة من المعدات العسكرية الثقيلة، نُقل لاحقاً إلى الخرطوم. وأشارت إلى أن هذه المعدات ليست مخصصة للاستخدام في الحرب الداخلية السودانية الدائرة، بل مُخزنة لصالح إيران كجزء من ترتيب استراتيجي أوسع.

صرح خبير عسكري سوداني، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن إيران تستغل عدم الاستقرار السياسي والعسكري في السودان لدفع أجندتها التوسعية الإقليمية.

وكشف أن طهران اقترحت سرًا بروتوكولًا للدفاع المشترك عبر مسؤولين في بورتسودان، في خطوة تُشير إلى نيتها تحويل الأراضي السودانية إلى منصة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وخاصة إسرائيل.

وحذر الخبير من أن السودان يُخاطر بالانجرار إلى صراعات دولية تفوق طاقته، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الأمن السوداني والإقليمي.

وعندما سُئل عما إذا كان الإسلاميون داخل الجيش يُسهلون الوجود العسكري الإيراني المتزايد، أجاب: “لا شك أن الإسلاميين هم المستفيدون الرئيسيون من هذا التحالف، وهم يعملون بنشاط على ترسيخه. ومع ذلك، فإن القيادة المترددة والمتذبذبة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان هي التي مكّنت من ذلك”.

ووصف البرهان بأنه “شخصية مراوغة ومواقفه متضاربة”، مضيفًا: “إنه يُخبر كل طرف بما يريد سماعه دون التزام حقيقي”.

‏ جذور الشراكة العسكرية بين طهران والخرطوم:

تعود جذور الشراكة العسكرية والأمنية بين إيران والسودان إلى ديسمبر 1991، عندما زار الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني الخرطوم والتقى بالرئيس السوداني آنذاك عمر البشير وقادة الحركة الإسلامية السودانية.

كان هذا الفصيل قد وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في يونيو 1989 أطاح بالحكومة السودانية المنتخبة ديمقراطيًا. وقد حدث التقارب في ظل ظروف مشابهة بشكل لافت للنظر للوضع السوداني الحالي، حيث تواجه البلاد عزلة إقليمية ودولية بسبب الانقلاب.

بعد زيارة رفسنجاني، بدأت الوفود الأمنية والعسكرية الإيرانية تزور الخرطوم. وتُوّج هذا التعاون ببناء مجمع اليرموك الصناعي العسكري في أوائل عام 1993، والذي بُني تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني. وقد صُممت المنشأة لإنتاج الأسلحة والصواريخ الباليستية، التي تخدم… مصالح إيران الاستراتيجية من خلال توسيع مخزونها من الأسلحة ونفوذها الإقليمي.

ووفقًا لتقارير دولية عديدة، تم تهريب أسلحة وصواريخ مصنعة في اليرموك إلى حماس في قطاع غزة تحت إشراف أجهزة الأمن السودانية. واستمرت هذه العمليات حتى تدمير المجمع بالكامل في غارة جوية إسرائيلية في 23 أكتوبر 2012.

ومن اللافت للنظر أن التعاون الأمني ​​والعسكري بين طهران والخرطوم استمر حتى بعد الغارة الإسرائيلية، واستمر حتى يناير 2016، عندما قطع السودان رسميًا العلاقات الدبلوماسية تحت ضغط شديد من دول الخليج. ولعب طه عثمان الحسين، رئيس مكتب الرئيس المخلوع آنذاك، دورًا محوريًا في القرار.

فاجأت هذه الخطوة الإسلاميين السودانيين على الرغم من سيطرتهم على وزارة الخارجية، إلا أنه لم يتم استشارتهم أو إبلاغهم قبل الإعلان المفاجئ.

كشف تقرير صادر عن منظمة مسح الأسلحة الصغيرة (وهي منظمة بحثية مستقلة مقرها سويسرا) أن إيران أصبحت ثاني أكبر مورد للأسلحة للسودان، ولعبت دورًا رئيسيًا في إنتاج الأسلحة محليًا.

في أواخر عام 2015، أفادت صحيفة “الانتقاد”، وهي صحيفة إلكترونية تابعة لحزب الله اللبناني، المُصنّف كمنظمة إرهابية، أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التقى بـ300 طالب سوداني مُسجّلين في معهد شيعي في مدينة قم، سُمّي تيمنًا بآية الله الخميني. وقد توقّفت الصحيفة عن العمل منذ ذلك الحين.

وتُشير مصادر سودانية على نطاق واسع إلى أن عشرات الإسلاميين السودانيين، بعد تلقيهم تدريبًا دينيًا في الحوزات الإيرانية، قد تم استيعابهم لاحقًا في مناصب رئيسية بوزارة الخارجية السودانية.

قبل القطيعة الدبلوماسية عام 2016، قُدّر عدد الأفراد العسكريين والأمنيين الإيرانيين في السودان بنحو 900. ومع ذلك، تُؤكّد مصادر أمنية موثوقة للغاية أنه بعد اندلاع الصراع الحالي في السودان، لا يزال 117 عميلًا إيرانيًا متمركزين بشكل دائم في البلاد، باستثناء الدبلوماسيين الزائرين والموظفين المؤقتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

‏قائد وحدة النخبة الإيرانية للحرب الإلكترونية كان جاسوسا كشف منشأة فوردو النووية وساهم في قتل مغنية

أتلانتيك-ترجمة وتصرف الموجز الضابط الإيراني محمد حسين تاجيك، قائد وحدة النخبة الإيرانية لل…