وطن بين الشواهد والاعداد غموض وضباب
أ. سعيد أحمد بن اسحاق
أكتب هذه السطور وفي فكري ألف سؤال.
لماذا تقر الدول على سن قوانين صارمة بشأن التجنيد الاجباري على مواطنيها وعادة في الفئة العمرية ( 15–25) و قد تختلف من دولة الى أخرى؟
لا شك ان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية طبقت التجنيد الاجباري وربطت الحصول على العمل أوجواز السفر بعد اداء الخدمة العسكرية، لكن ماهي اسباب التجنيد؟ نذكر منها :
— حاجة الدولة الى بناء جيش قوي ومؤهل للدفاع عن الاراضي الوطنية ومصالحها.
— توفير الموارد البشرية اللازمة لتشكيل جيش قوي.
— المساهمة في تعزيز الإنتماء الوطني والولاء للدولة.
فهل للتجنيد الاجباري تأثيرات على المجند؟ من خلال المشاهدة وجدنا أن تأثيراته كانت واضحة على :
— الحياة الشخصية للفرد كتأجيل الدراسة أو العمل.
— الصحة النفسية على الفرد في حال عدم استعداد الفرد للخدمة العسكرية.
— المستقبل المهني للفرد خاصة اذا كان الفرد يرغب في متابعة دراسته أو عمله.
لكن هناك فوائد هامة للتجنيد الاجباري منها:
— تعزيز الانضباط والالتزام لدى الفرد.
— المساهمة في تنمية المهارات القيادية والعمل الجماعي.
— تعزيز الشعور بالمسؤولية والانتماء الوطني لدى الفرد.
هذا ما شاهدناه ولمسناه قبل الاندماج مع الجمهورية العربية اليمنية.. حيث الامان والانضباط والانتماء الوطني والشعور بالمسؤولية.
لكن بعد اعلان الوحدة في 22/ مايو/ 1990 بدأت الاختلالات تبرز والاغتيالات تزداد بشكل مخيف لم نعهده من قبل،تدعو الى عدم الأمان؛ مع وتفشي الرشوة التي تعد جريمة في الجنوب.. زاد الرعب والحزن الشديد عند سماعنا خبر الحصار و على ما حدث للالوية الجنوبية المتواجدة في المناطق الشمالية من قبل ألوية الشمال والحشود القبلية حيث أستخدمت كامل عدتها العسكرية بشكل بربري بهدف القضاء على القوات الجنوبية التي تعد مجزرة بشعة يعاقب عليها القانون الدولي وتدينها كل الاعراف والشرائع ..بكاها الجنوب ألما وقهرا، أنها من أقوى الألوية عدة وتدريبا وتأهيلا على مستوى العالم العربي.. وزاد الوضع سوءا عند اندلاع الحرب على الجنوب في 1994 هزم فيها الجنوب نتيجة عدم توازن القوى لفقدان ألويته واغتيال الكثير من قياداته في حين تمتلك القوى الشمالية العدة والسند القبلي و مشاركة مقاتلي الحرب الافغانية وأخرى، ومن التعبئة الدينية التكفيريّة الغير مسبوقة ناهيك الاعلامية. تحولات متسارعة وتغيرات مباغتة وتقلبات مفاجئة على الساحة الجنوبية ومازالت أدت الى خروج القوات الجنوبية خارج الوطن مرغمة،لاشك أنها كارثة جسيمة ناتجة من خطأ أكبر لم يفق الجنوبيون منها الى اليوم ولم يستوعبوا الدرس بعد. مرحلة زادت الوضع سوءا، تملك الغزاة الارض والثروة.. واصبح المواطن الجنوبي في صراع ونزاع مع نفسه.
و يبرز السؤال: أين آلاف المجندين أثناء اندلاع الحرب على الجنوب لاحتلاله؟ أحداث وشواهد تفرض السؤال في مرحلة مفصلية غيرت الحال كله في تطور خطير يزداد شدته بين الحين والحين على الجنوب دون سواه، لها تأثيراتها على القضايا العربية والخليجية بشكل خاص إن لم يكن اليوم،فحتما غدا تكون إن لم يحافظوا على الجنوب من تحولات غير محمودة بدأت في تشكيل للمكونات المدعومة خارجيا وانشاء لمعسكرات التجنيد في ظل النزاعات وغياب القانون وضبابية الرؤى الفاقدة للخطط الإستراتيجية المؤدية لتشكيل مكونات سياسية مؤداها :
— صراعات على السلطة والموارد لتحقيق مصالح شخصية.
— اختلاف في الرؤى والمواقف بين الافراد والجماعات تعبر عن مصالحهم ورؤيتهم.
— فقدان الأمن والاستقرار للحصول على الحماية والأمن.
هذه اسباب كما نراها أدت الى تشكيل للمكونات.. لكن مااهداف وغايات تدخل الدول الاجنبية بتقديم الدعم السخي لها؟ لاشك ان تلك الدول تسعى الى:
— تحقيق مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية.
— لتوسيع نفوذها وتأثيرها في المنطقة.
— للحفاظ على أمنها القومي ومصالحها.
فمن أين المال اذن في دعم المكونات المتعددة في الوطن؟ لا شئ يقدم حبا فيك.. لكن السؤال فهل هو هبة أم معونة من تلك الدول أو من مصادر أخرى؟
إنه يمكن لتلك الدول الحصول على المال لدعم المكونات من:
— خلال استخدام مواردها الوطنية مثل النفط والغاز والمعادن لتمويل دعمها للمكونات السياسية لدينا.
— يمكنها الحصول على التمويل من دول اخرى أو منظمات دولية لدعم المكونات السياسية.
— يمكنها الاستدانة من الداخل أو الخارج.
لكن عادة تسعى الدول لتبرير ما تقوم من حيث تدخلها في الشؤون الداخلية لدول أخرى لتبرير دعمها للمكونات عن طريق:
— استخدامها الغطاء السياسي.
— استخدامها الغطاء الانساني،
— استخدامها الغطاء العسكري
إن المبررات جاهزة في كل الاحوال.. لا يخسر فيها الا الوطن والشعب إن لم تتوحد الصفوف والصوت الواحد لتحقيق استعادة الدولة الجنوبية المخطوفة وهويته ومساندة دول الأقليم لتصحيح الخطأ الذي لا يد للشعب فيه.و الذي يحتم النظر الى عملية التجنيد وتعدد مكوناته ومصادر تمويله الخارج عن القانون بهدف تحقيق مصالح على اختلاف اهدافها وتوجهاتها،بشئ من الجدية والمسوؤلية لتجنب مالا نتمناه.. فاتجاه الشباب نحو التجنيد ليس حبا فيه ولا قناعة وانما لاجل سد لقمة العيش أو للزواج في ظل دولة تواجه الحروب والنزاعات والمؤامرات والمناكفات واطماع المتربصين بها شرا وارتفاع معدلات البطالة.. فما هي التوقعات في ظل هذا الوضع المتردي اقتصاديا وخدماتيا.. في الوقت نفسه لم يجد الشباب ضالته إلا من خلال التجنيد الاضطراري والتسجيل في اي مكون بغض النظر عن توجهه وأهدافه مقابل حافز مالي لتحقيق حلول يبحث عنها؟ هناك جموع كثيرة توزعت بين المكونات المتنازعة..مما قد يكون لها إنعكاسات ان لم تنظم في نطاق القانون نذكر منها الاحتمالات التالية:
— كثافة الاعداد المجندة المختلفة الرؤى يمكن أن تؤدي الى انقسام وصراع داخل الوطن يؤثر سلبا على استقرار الوطن.
— يمكن أن تؤثر على الهوية الوطنية والانتماء إليه وقد يكون على المذهب الديني مما يؤدي الى التفكك الوطني.
— يمكن أن تؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن، ما يؤدي الى التأخير في التنمية.
اذن ماالذي يجب عمله في هذه الحالة بعد انقشاع الغمة؟
العمل على:
— إعادة تأهيل الشباب المجندين وتقديم الدعم لهم للعودة الى حياتهم الطبيعية.
— العمل على تعليم وتوعية الشباب المجندين حول اهمية الوطن وحب الانتماء اليه.
— العمل على تعزيز التكامل الاجتماعي بين الفئات داخل الوطن.
— العمل على بناء الثقة بين جميع شرائح الوطن.
— العمل على تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار.
وعليه: لأجل بناء تنموي افضل للوطن وتعزيز التلاحم للدولة الاتحادية الفيدرالية الجنوبية يحتم الواجب الوطني علينا:
— العمل على تعزيز الحوار والتفاوض بين مختلف الشرائح في الوطن.
— العمل على البحث عن أرضية مشتركة بين مختلف الشرائح في الوطن.
— العمل على تعزيز المصالحة الوطنية والانتماء للوطن.
وهذا ما دعى إليه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي في توحيد الصف والكلمة والشراكة للخروج برؤية موحدة لاستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية والهوية.
فمتى نفيق.. ونحسن الخيار.. ونحسم الامور.. ونصدر القرار؟ الوطن وطني.. والقرار قراري ولابد أن يكون.. لانقاذ أمة ووطن.
24/ابريل/2025 يوم تحرير المكلا.. يوم كيوم عاد وثمود لقوى الشر وأذنابه..
أ. سعيد احمد بن اسحاق 24/ابريل/2025 يوم تحرير المكلا.. يوم كيوم عاد وثمود لقوى الشر وأذناب…