ضاحي المسجد
أ. عبدالرحمن اليهري
ضاحي المسجد كان ساحةً للعبادة ، في السبعينيات ، في قريتنا ، نشتري ذبالة الفانوس بعانات ومثلها قليل قاز ، ومع ضوء الفانوس وفي ضاحي المسجد ، كانوا يصلّون العشاء والتراويح بهدوء وسكون تام ، لا تأتيهم اصوات ميكروفونات المساجد الأخرى فتشوّش عليهم ، ولا اطفال يلعبون سباق الضاحية خلفهم ، ولاشباب في حلقات يناقشون مباراة او مسلسل بقربهم ، الكل مصطف قائم خلف الإمام بلا كراسي ، صابرين محتسبين الأجر منصتين الى صوت إمامهم الطبيعي ، لا ميكروفونات ولا سماعات ولا صدى ولا جوالات تدق خلال الصلاة .
سكون في سكون وآيات الله تتلى عليهم ، فتسكن في قلوبهم وتسكن معها جوارحهم ، وبعد صلاة العشاء وبعد ان يستريحوا في بيوتهم لبعض الوقت يعود فريقٌ منهم إلى المسجد وعلى ضوء ذبالة الفانوس مرةً أخرى يسهرون يتناوبون على حلقة القرآن في ضاحي المسجد في جو يملأه الهدوء والسكون إلّا من صوت بعض الطيور التي تحلم وهي نائمة على سعف نخيل شعب المسجد الملاصق عندما تتأرجح بها السعفة مع نسيم عابر ملاطف .
هكذا يقضون ليلهم الرمضاني يؤنسهم فيها صوت الحشرات التي تتقافز حول فانوسهم ، ونقيق الضفادع القادم من المغمس ، وقريب الفجر يسمعون صوت المسحراتي وهو يوقظ الناس للسحور فيعودون الى بيوتهم ، رحم الله المسلمين والمسلمات .
سلسلة ذكريات….1….(المسلف)
خاص -الموجز- أ . عبدالرحمن اليهري باب صغير في مؤخرة الدار ، لعب دوراً كبيراً في عمليات الش…