‫الرئيسية‬ الموجز الموجز العالمي انسايد اوفر:الأردن في وضع حساس للغاية بين ضغوط خارجية وتحديات داخلية
الموجز العالمي - تحليلات - فبراير 3, 2025

انسايد اوفر:الأردن في وضع حساس للغاية بين ضغوط خارجية وتحديات داخلية

انسايد اوفر – ترجمة وتصرف الموجز

تجد الأردن نفسها في وضع حرج واستراتيجي، بين التحولات الجيوسياسية الكبرى في الشرق الأوسط والتوترات الداخلية التي تقوض استقرار المملكة، كما أثبتت أحداث الأيام القليلة الماضية بشأن مستقبل الفلسطينيين في غزة. . ومن بين التهديدات الناشئة، تبرز ثلاثة أبعاد حاسمة: الفراغ في السلطة الذي خلفه النظام السوري بقيادة بشار الأسد ، وتوسع النفوذ الإسرائيلي، والضغوط الدولية المتزايدة في ضوء عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية.

سوريا: خطر التطرف الجديد
لقد أدى سقوط نظام الأسد وصعود القوى الإسلامية في الفراغ الذي خلفه الصراع إلى خلق بيئة من الفوضى على الحدود الشمالية للأردن. وأصبحت تهريب الأسلحة والمخدرات، وكذلك تسلل العناصر الإرهابية، مشاكل يومية تواجه السلطات الأردنية، التي تكافح من أجل الحفاظ على السيطرة.

إن خطوط الإمداد الإيرانية، التي كانت تمر عبر سوريا لسنوات ، تفسح المجال لممرات مرورية جديدة تهدد بمزيد من زعزعة استقرار المنطقة. وقد تسعى طهران، التي أصبحت ضعيفة على الجبهة السورية، إلى استغلال الأراضي الأردنية لتعزيز طرقها، وهو ما من شأنه أن يزيد الضغوط على المملكة.

إسرائيل: بين التوسع وأزمة المياه
وهناك مصدر قلق رئيسي آخر يتمثل في الحصار الإسرائيلي لجنوب سوريا، والذي لا يعرض أمن الحدود الأردنية للخطر فحسب، بل أيضا الموارد الحيوية مثل المياه. لقد أدى سيطرة إسرائيل على منابع نهر اليرموك إلى تفاقم أزمة المياه المزمنة بالفعل، مما أثار تساؤلات حول الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الأردن.
وإلى جانب التعقيد، أثارت التحركات الدبلوماسية الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك نشر خرائط تدعي أراض تاريخية تشمل أجزاء من الأردن، احتجاجات في الدول العربية، مما أدى إلى تأجيج السخط بين السكان الأردنيين أيضًا.

عودة ترامب: عامل خطر
وتضيف العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض المزيد من حالة عدم اليقين. إن سياسته المؤيدة لإسرائيل بشكل علني خلال فترة ولايته الأولى، مع الاعتراف بالقدس عاصمة والسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، كان لها بالفعل تأثير كبير على توازن القوى في المنطقة.

ومن الممكن أن يؤدي التفويض الجديد إلى تكثيف الدعم الأميركي لخطط التوسع الإسرائيلية في الضفة الغربية، مما يؤدي إلى زيادة الضغوط الديمغرافية والاجتماعية على الأردن. إن الدور التاريخي الذي تلعبه المملكة باعتبارها الوصي على الأماكن المقدسة في القدس قد يصبح مهمشاً، مما يعرض موقع عمان الاستراتيجي في الشؤون الإقليمية للخطر.

التوترات الداخلية وخطر التطرف
وعلى الصعيد المحلي، يواجه الأردن استياءً اجتماعياً متزايداً مرتبطاً بالأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والضغوط الديموغرافية الناجمة عن اللاجئين السوريين. وقد يؤدي هذا الوضع إلى تأجيج عودة العناصر المتطرفة، كما يتبين من نفوذ جبهة تحرير الشام وصعود الجماعات الجهادية ذات الروابط الأردنية.

يمكن لجبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أن تستغل المشاعر المؤيدة للفلسطينيين والمعارضة لإسرائيل لتعزيز شرعيتها السياسية. ورغم أنها لا تشكل تهديداً مباشراً للحكومة، فإن قبولها المتزايد بين السكان يعد مؤشراً على التوترات التي قد تنفجر في المستقبل.

توازن دقيق
إن الأردن في وضع حساس للغاية، بين ضغوط خارجية وتحديات داخلية. إن عودة ترامب، والطموحات الإسرائيلية، وعدم الاستقرار في سوريا، تمثل مزيجاً من التهديدات التي تتطلب نهجاً استراتيجياً ومتوازناً.

وسوف يتعين على عمان أن تعمل على الحفاظ على التوازن بين المصالح الأميركية، والحاجة إلى علاقات مستقرة مع إسرائيل، ومطالب شعبها، من دون إهمال التعاون مع دمشق لضمان الأمن على حدودها الشمالية. في ظل الشرق الأوسط المجزأ بشكل متزايد، فإن مستقبل الأردن سوف يعتمد على قدرته على الإبحار في هذه المياه المضطربة من دون فقدان السيطرة على استقراره الداخلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الخزانة الأمريكية تعلن فرض عقوبات جديدة على الحوثيين

الموجز-متابعات أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الإثنين، فرض عقوبات جديدة على مليشيات …